“الحرب الجمهورية على العلم” هو كتاب من تأليف كريس موني، نُشر عام 2005 عن دار النشر بيسيك بوكس. يتناول هذا العمل التحليلي كيف أن العلم، الذي يجب أن يكون حجر الزاوية في صياغة السياسات الحكومية، قد تم تهميشه وإساءة استخدامه في عهد إدارة الرئيس جورج بوش وفي ممارسات الحزب الجمهوري على نطاق واسع. يُظهر موني كيف أن التقدير للعلم قد انخفض بشكل ملحوظ مقارنةً بالعقود السابقة، مشيرًا إلى أن الفترة الحالية شهدت أدنى تأثير للعلماء والأبحاث العلمية على السياسات الفدرالية منذ إدارة أيزنهاور.
يتعرض الكتاب لمجموعة واسعة من المواضيع التي تشمل بحوث الخلايا الجذعية، التغير المناخي، الدفاع الصاروخي، التعليم على الامتناع عن الجنس، سلامة المنتجات، التنظيم البيئي وغيرها كثير. يجادل موني بأن الإدارة الجمهورية، وخاصة تحت إدارة بوش، قد تجاهلت إجماعًا علميًا واسعًا في هذه المجالات وغيرها، مفضلةً بدلاً من ذلك دعم نظريات هامشية أو موجهة إيديولوجيًا تخدم أجنداتها السياسية والاقتصادية.
يسلط موني الضوء أيضًا على كيف أن وكالات العلوم الفدرالية، التي كانت في السابق تتمتع بالاستقلالية تحت إدارات جمهورية وديمقراطية على حد سواء، بدأت تُدار بشكل متزايد من قبل معينين سياسيين ونظريين هامشيين الذين يعرفون اللوبيات الصناعية والنشطاء الإنجيليين أكثر مما يعرفون العلم نفسه. ويعزو الكاتب هذه الظاهرة إلى عدم تقدير الحزب الجمهوري للتنظيمات البيئية والصحية والأمان، وفي الحالات القصوى، لنظرية التطور والإجهاض القانوني.
من خلال الربط بين مختلف جوانب هذا الهجوم على العلم، يقدم موني حسابًا مقنعًا ومخيفًا عن الرغبة المتزايدة لحكومتنا في تجاهل الفرق بين البحث العلمي المشروع والعلم الزائف المدفوع إيديولوجيًا. يتميز الكتاب بنقده الحاد للممارسات السياسية التي تضع الأيديولوجيات قبل الدليل العلمي، ويؤكد على الحاجة الملحة لاستعادة الاحترام والاعتماد على العلم في صنع القرارات السياسية.
“الحرب الجمهورية على العلم” ليس فقط عملًا يوثق لفترة معينة تحت حكم إدارة معينة، بل يقدم أيضًا تحذيرًا عامًا من المخاطر التي تواجهها المجتمعات عندما تُستبعد الحقائق والأدلة العلمية من الحوار العام وصنع القرار. يعتبر هذا الكتاب قراءة ضرورية للمهتمين بالعلاقة بين السياسة والعلم ويبقى ذا صلة بالتحديات التي تواجهها السياسة العلمية اليوم.