في العام 792، في الثلاثين من أبريل، شهدت خليج البندقية، الواقع في بحر البحر المتوسط، حدثًا هائلاً ومدمرًا. لقد كانت هذه الفترة حافلة بالكوارث، حيث ضرب زلزال قوي المنطقة، مخلفًا خلفه دمارًا هائلًا وأسفر عن خسائر بشرية جسيمة. ولكن الأمر الذي أثار الدهشة أكثر هو أن هذا الزلزال، الذي أُطلق عليه اسم “أبريل 793 (أو 792)”، قد تسبب في حدوث موجة بحرية عاتية، وهو أمر يثير الشكوك بشدة.
وفقًا للبيانات المتوفرة، فقد كان الزلزال قويًا للغاية، وأدى إلى غمر الخليج والساحل الشمالي الشرقي لبحر الأدرياتيك – في إيستريا ودالماطية. ومن البيانات الأخرى، فقد جاءت موجة بحرية هائلة بعد الزلزال المدمر في مناطق فريولي وإيستريا وضربت الساحل ودمرته، حيث غمرت شواطئ خليج البندقية.
وفي لحظة الزلزال، شهدت السماء في اتجاه منطقة دالماطية نحو إيستريا لونًا أحمر مشابهًا للهليون، حيث ظهرت خطوط طويلة بلون اللهب. وفي الوقت نفسه، فاضت البحر على شواطئه، مما أدى إلى تدمير المباني وفقدان الأرواح.
ولكن الجدل يدور حول سبب حدوث هذه الموجة البحرية الهائلة. في أحد الأوراق البحثية، تم تقديم افتراض بأن الموجة البحرية قد تكون ناجمة عن زلزال أبريل 793 (أو 792)، الذي كان مركزه عند خط عرض 45.5 شمالًا وخط طول 11 شرقًا، وهو موقع قريب من فيرونا، وكان له شدة قصوى تقدر بـ I = IX. ومع ذلك، يُظهر بعض الأبحاث الأخرى أن هذا الزلزال موضوع شديد الشك، ويبدو أنه تم تسجيله في الأدب الوسيط في عام 1596 لشرح سبب انهيار أسوار مدينة فيرونا. وفي البحث العلمي، تم اقتراح أن الموجة البحرية ربما كانت ناجمة عن زلزال فبراير 792، والذي كان له شدة قصوى تقدر بـ I = VIII، والمذكور في كتالوج الزلازل السلوفينية؛ ومع ذلك، فإن هذه البيانات أيضًا غير موثوقة للغاية.
لذا، تظل الكثير من الأسئلة معلقة حول مصدر هذه الموجة البحرية الهائلة التي ضربت خليج البندقية في تلك الفترة الزمنية، ورغم الجهود المبذولة لتحليل البيانات وتفسير الأحداث، فإن الجواب النهائي لا يزال محل شك واستفسار.