يُعتبر كتاب “الجيل الأعظم” للمؤلف توم بروكو، الذي صدر عن دار نشر دلتا في مايو من عام 2001، من الأعمال الأدبية الهامة التي تُسلط الضوء على أحداث محورية في التاريخ الأمريكي والعالمي خلال القرن العشرين. يُشكل الكتاب شهادة مُعبرة عن جيل عاصر الكساد العظيم والحرب العالمية الثانية، ولم يقتصر تأثيره على بناء الأمة الأمريكية فحسب، بل وإعادة تشكيل معالم العالم المعاصر بعزيمة وشجاعة لا مثيل لها.
يقدم توم بروكو، من خلال نصه الغني والمفصل، قصصًا ملهمة لرجال ونساء كانوا يمثلون أمثلة حية على الشجاعة والتضحية والشرف. من خلال تسليط الضوء على هؤلاء الأفراد، لا يُبرز بروكو فقط دورهم البطولي في ساحات القتال، بل أيضاً تأثيرهم المستمر والعميق بعد عودتهم إلى الحياة المدنية. تُعد الشخصيات التي يُقدمها بروكو في كتابه دليلاً على كيفية تغيير هذا الجيل لمعالم المجتمع الأمريكي وإسهاماتهم في تعزيز قيم الديمقراطية والحرية.
من بين الشخصيات التي يتناولها الكتاب، يبرز السيناتور دانييل إينويي، الذي كان مزينًا بالأوسمة العسكرية وقاتل العنصرية في وطنه بعد الحرب. كذلك، تُسلط الضوء على مارثا بوتني، واحدة من أوائل النساء السود اللاتي خدمن في وحدات الجيش النسائية الجديدة. يُشار أيضًا إلى تشارلز فان جوردر، الطبيب الذي أسس منشأة طبية تشبه مستشفيات ماش وسط المعركة، ثم عاد إلى مسقط رأسه ليفتتح عيادة صغيرة.
لعل من الشخصيات الأبرز التي يتطرق لها الكتاب هو الطيار جورج بوش، الذي كان مكلفاً بقراءة رسائل الجنود الذين يعملون تحت إمرته، حيث يعترف بأن هذه التجربة قدمت له فهمًا عميقًا عن الحياة والتحديات اليومية التي يواجهها الناس العاديون.
يُبرز بروكو في كتابه كيف أن هذا الجيل، الذي تحمل المسؤوليات الجسام خلال فترات التحديات الكبيرة والأزمات، قد نجح ليس فقط في الدفاع عن القيم الأمريكية، بل وكذلك في تعزيزها ونقلها إلى أجيال المستقبل. هذا الجيل، الذي عرف كيف يضحي ويعمل بلا كلل من أجل مستقبل أفضل، قد ترك بصماته على الساحة العالمية، مشكلاً بذلك إرثًا يتجاوز الزمان والمكان.
يُعد كتاب “الجيل الأعظم” مورداً تاريخياً وتعليمياً قيّماً ليس فقط لفهم الحقبة التاريخية التي يغطيها، ولكن أيضاً لاستلهام الدروس من شجاعة وتضحيات جيل كامل. يتيح لنا بروكو من خلال عرضه السردي الممتع والغني بالأحداث والشخصيات، فرصة لإعادة التفكير في القيم التي نعتبرها مهمة اليوم وكيف يمكننا تطبيق هذه القيم في حياتنا اليومية والمجتمعية.
في الختام، يُعتبر “الجيل الأعظم” لتوم بروكو عملاً لا غنى عنه لكل مهتم بالتاريخ الأمريكي والعالمي، وهو بمثابة تقدير للأفراد الذين ش