في كتابها الممتع والمثير للتفكير بعنوان “أثر الثقافة الكونفوشيوسية على السياسة الخارجية الصينية”، استعرضت الكاتبة يسرا طه بعناية فائقة وعمق تأثير الثقافة الكونفوشيوسية على سياسة الصين في المحافل الدولية. يظهر الكتاب بوضوح كيف أن النهج الفلسفي والثقافي الكونفوشي قد أصبح لا غنى عنه في توجيه السياسات الخارجية للصين، وكيف يتم تجسيده في مختلف جوانب العلاقات مع المجتمع الدولي.
تنطلق الكاتبة في رحلة استكشافية عبر صفحات الكتاب لتقديم رؤية شاملة للقارئ حول كيفية تأثير الفلسفة الكونفوشية في تشكيل السياسات الخارجية للصين. وبداية من التحليل الدقيق للمؤشرات الاقتصادية والتجارية والسياسية، تسلط الضوء على كيفية تفاعل هذه العناصر مع القيم والمبادئ الكونفوشيوسية.
يستعرض الكتاب بعمق العلاقات الصينية العربية، مشيرًا إلى تحديات الفهم المتبادل بين الثقافتين. وعلى الرغم من التطورات الاقتصادية والسياسية الملحوظة في الصين، يظهر الكتاب كيف أن الاهتمام العربي لا يزال ضعيفًا وغير متناسب مع مكانة الصين المتزايدة على الساحة الدولية.
تُبرز يسرا طه في تحليلها العميق للكتاب أهمية فهم تلك الديناميات الثقافية في صياغة سياسات العلاقات الخارجية. تقدم للقارئ فهمًا شاملاً حول كيف يتم جمع بين التقليد الكونفوشي والتحولات الحديثة في سياسة الصين نحو الخارج.
من خلال صفحات الكتاب الـ502، يعيش القارئ تجربة غنية بالتفاصيل والتحليلات المستفيضة، حيث تستعرض يسرا طه التحولات والتحديات التي تواجه الصين في سعيها لتعزيز تأثيرها الدولي بمواكبة القيم الكونفوشيوسية. يُعد هذا الكتاب إسهامًا قيمًا لفهم عميق للديناميات الثقافية وكيف تتجسد في العمل السياسي للصين في الساحة الدولية.