تأثير التوضعات الجيولوجية على السلوك الستاتيكي والزلزالي لسد زيزون
يعد سد زيزون الذي يتوضع في الشمال الغربي من الجمهورية العربية السورية حديثًا تكنولوجيًا وهندسيًا، إذ شهد حادث انهيار مأساوي في عام 2002. هذا الحادث الأليم ألقى بظلاله على أهمية الدراسات الجيوتكنيكية والتحريات الزلزالية المتقدمة لمواقع بناء السدود. كتاب “تأثير التوضعات الجيولوجية على السلوك الستاتيكي والزلزالي لسد زيزون” الذي ألَّفه الباحث المخضرم، مضر دنيا، يسلط الضوء على العوامل الجيولوجية التي أسهمت في هذا الحادث الكارثي.
تقوم الدراسة المفصلة في هذا الكتاب بتحليل تأثير الطبقات الجيولوجية على أساسات السد، وتركز بشكل خاص على الطبقة ذات النفوذية العالية التي تميزت بخصائص ستاتيكية وديناميكية فريدة عن الطبقات المحيطة بها. يتم توضيح كيف أن هذه الطبقة، المتواجدة في عمق مختلف ضمن أساسات السد، قد تكون لها دور بارز في زيادة استقرار السد في الحالة الستاتيكية والديناميكية.
يأخذ الكتاب قراءه في رحلة عبر نظام فالق البحر الميت الذي يقع ضمن نطاق سد زيزون، ويوضح كيف يتم تحليل استجابة الموقع للتضاريس الجيولوجية المعقدة. يُسلط الضوء على أهمية دراسة الأثر المحتمل لتلك التوضعات على استقرار السد في مواجهة الظروف الستاتيكية والديناميكية.
يتناول الكتاب أيضًا استراتيجيات إعادة تأهيل السد بعد الحادث، ويُسلط الضوء على أهمية اعتماد جدار كتامة كوسيلة لتحقيق الكتامة المطلوبة في الأجزاء الغير منهارة من السد. يستعرض المؤلف بدقة التحديات التي تواجه عمليات إعادة التأهيل وكيف يمكن تحسين الاستقرار الستاتيكي والديناميكي للسد في ضوء التجارب السابقة.
الكتاب، الذي يتألف من 108 صفحة، يمثل إسهامًا قيمًا في فهم تأثير التوضعات الجيولوجية على السلوك الستاتيكي والزلزالي للسدود. صدر عن منشورات مكتب البحوث والاستشارات الهندسية، ويتسم بأسلوب علمي دقيق ومحتوى غني. يعتبر هذا الكتاب مرجعًا هامًا للمهتمين بمجال الهندسة والعلوم الطبيعية، حيث يقدم تحليلًا شاملاً لتأثير الجيولوجيا على بنية واستقرار السدود.