في كتابه الرائع بعنوان “الأنترنت وثورات المستقبل”، يقدم الكاتب خيرالله الجبوري رحلة ممتعة ومفيدة في عالم التكنولوجيا وتأثيرها الكبير على الحياة اليومية وتطوّر المجتمعات. يستعرض الجبوري التطور الكبير في تكنولوجيا الاتصال مع نهاية القرن العشرين، ويصفه بأنه ثورة حقيقية أحدثت تغييرات جذرية في مختلف جوانب الحياة.
تسلّط الكتاب الضوء بشكل خاص على دور مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يعتبرها الجبوري قوة لا يمكن إغفالها في توجيه حركة الأحداث في المجتمعات والدول. ولا يقتصر هذا الدور على التواصل الشخصي والاجتماعي فقط، بل تجاوزت مواقع التواصل الاجتماعي حدودها لتؤدي أدوارًا سياسية مهمة. ويثبت الكتاب ذلك من خلال دراسات وأبحاث توضح تأثير هذه الوسائل الجديدة على معارف الناس، وكيف تؤثر في قيمهم واتجاهاتهم تجاه مختلف المواضيع والقضايا، بما في ذلك الاتجاهات السياسية.
وفي سياق الثورات العربية، يستعرض الكتاب دور مواقع التواصل الاجتماعي في توجيه رسالة الثورة للعالم، حيث يُطلق عليها البعض تسمية “ثورات الفيسبوك”. يسلط الضوء على كيفية توصيل رسالة الثورة عبر منصات مثل الفيسبوك وتويتر واليوتيوب، وكيف أسهمت في تنظيم وإدارة مجريات الثورة في ظل القيود الأمنية والرقابة الشديدة التي كانت تفرضها الأنظمة.
يتألق الكتاب بتقديم معلومات شاملة، حيث يمتد إلى 240 صفحة، مما يمنح القارئ فهمًا عميقًا لتأثير التكنولوجيا والإنترنت على العالم اليوم، وكيف يمكن أن تلعب دورًا حيويًا في تحولات المستقبل. يتميز الكتاب بغلاف ورقي يعكس جودة المحتوى الذي يقدمه، ويندرج تحت فئة الكتب السياسية، بتحديد فرعي في العلوم السياسية.
إن “الأنترنت وثورات المستقبل” للكاتب خيرالله الجبوري، الذي يعتبر خبيرًا في مجال التكنولوجيا والسياسة، يشكل إضافة قيمة للقراء الذين يسعون لفهم أعماق تأثير الإنترنت على مجريات الحياة الاجتماعية والسياسية.