في كتابهما الرائع “القيمة المضافة للمعرفة”، يقدم الكتّاب حاتم عبدالله وصلاح الكبيسي رؤية شاملة وعميقة حول موضوع إدارة المعرفة، والذي استحوذ على اهتمام العديد من الباحثين والمختصين منذ بداية العقد الأخير من القرن العشرين، مستمراً في تجذب انتباههم حتى يومنا الحالي. يتتبع الكتاب تطور هذا الموضوع وكيف أصبح له دورٌ حيوي في ترقية وتطوير المنظمات والمجتمعات على حد سواء.
بدأت الاهتمامات الأولية في إدارة المعرفة باعتبارها مشتقة من تكنولوجيا المعلومات، إلا أن التطورات اللاحقة أظهرت أن هناك قوى خفية وكامنة وراء هذا الموضوع، خاصةً فيما يتعلق بالمعرفة الضمنية. هذه الفكرة ترتبط بشكل وثيق بإدارة الموارد البشرية الاستراتيجية، حيث تم توجيه الانتباه إلى فهم قوى الإنسان الخفية وكيف يمكن استثمارها في تحقيق الإبداع والتطور.
في كتابهما، يشير الكتّاب إلى أن القيمة المضافة للمعرفة تأتي من تفاعل متبادل بين المورد المعرفي وتكنولوجيا المعلومات. يظهر هذا التداول كأداة رئيسية في تحقيق قيمة فعّالة للمنظمات والمجتمعات. يتأمل الكتّاب في أثر هذا التفاعل على الاقتصاديات الحديثة للأعمال، حيث اعتمدت في بادئ الأمر على تكنولوجيا المعلومات، ثم انتقلت إلى مختلف أنماط الاقتصاديات العميقة.
على ضوء هذا الكتاب، يظهر أن ادارة المعرفة ليست مجرد تفاعل بسيط بين التكنولوجيا والمعرفة. بل هي تجسيد لقوى الإنسان الخفية، وتحويلها إلى طاقة خلاقة ومبدعة. يعتبر الكتاب مرجعاً قيماً في فهم كيف يمكن تحويل المعرفة الضمنية إلى ميزة تنافسية فعّالة. يشدد الكتّاب على أهمية قياس وتحليل هذه القوى الخفية للفهم العميق لكيفية تحقيق القيمة المضافة للمعرفة.
“القيمة المضافة للمعرفة” يتناول قضايا معاصرة ومحورية في علم إدارة المعرفة، مما يجعله لا غنى عنه للباحثين والمتخصصين في مجال إدارة الأعمال وتكنولوجيا المعلومات، ويسهم في توجيه الاهتمام نحو فهم أعمق وأشمل لدور المعرفة في عصرنا الحالي.