“بوبوز في الجنة: الطبقة العليا الجديدة وكيف وصلت إليها” للكاتب ديفيد بروكس، هو عمل استثنائي يتناول ببراعة ثقافة الطبقة الراقية في أمريكا. في الماضي، كان من السهل جدًا التمييز بين عالم البورجوازية في الرأسمالية وثقافة المقاومة البوهيمية. البورجواز كانوا يعملون لصالح الشركات، وكانوا يرتدون اللون الرمادي، وكانوا يذهبون إلى الكنيسة. أما البوهيميون فكانوا فنانين ومثقفين يدافعون عن قيم الستينات المحررة. كان البوهيميون يتبنون قيم الستينات المحررة، بينما كان البورجواز كانوا الشباب الطموحون في الثمانينات.
ولكن الآن، اختلط البوهيمي والبورجواز معًا، كما يوضح ديفيد بروكس في هذا الوصف المذهل للثقافة الراقية في أمريكا. فمن الصعب التمييز بين أستاذ يتناول الإسبرسو وبنكير يشرب الكابتشينو. اضحك وابكِ أثناء قراءتك عن الطبقة المهيمنة في الاقتصاد العصري للمعلومات. تعجب من مواقفهم تجاه الأخلاق، والجنس، والعمل، ونمط الحياة، وكيف دمج أفراد هذه النخبة الجديدة قيم الستينات المناهضة للثقافة مع تلك التي كانت تسود في الثمانينات المتحققة. إنهم الذين يحددون الطابع للمجتمع اليوم، بالنسبة لك. إنهم بورجوازيين بوهيميين: بوبوز.
هل أنت بوبو؟ هل تعتقد أن إنفاق 15,000 دولار على مركز إعلامي يعتبر مقزز، ولكن إنفاق نفس المبلغ على حوض استحمام من الصلصال يعتبر علامة على أنك متحد مع إيقاعات الطبيعة الهادئة؟ هل تبدو مطبخك المُجدَّد حديثًا مثل مرآب طائرات بمنظر السباكة؟ هل اخترت ثلاجتك الجديدة على أساس أن التجميد العادي ليس بارداً بما فيه الكفاية؟ هل ستنفق قليلاً أكثر على معجون الأسنان ذو الضمير الاجتماعي – النوع الذي لا يقتل الجراثيم فقط، بل يطلب منها المغادرة؟ هل تعمل لإحدى تلك الشركات البرمجية الرائدة، حيث يأتي الجميع إلى العمل بأحذية المشي ونظارات الجليد القطبي، كما لو كان جدار جليدي بارتفاع 400 قد ينزلق عبر موقف السيارات؟ هل تعتقد أن مؤهلاتك التعليمية مثل تلك التي تظهر للأزواج المتلألئة في صفحة الزفاف في صحيفة نيويورك تايمز؟
إذا كنت قد أجبت بنعم على أي من هذه الأسئلة، فربما تكون عضوًا في الطبقة العليا الجديدة اليوم. حتى إذا لم تفعل، عليك أن تنتبه لأن هؤلاء البوبوز يحددون عصرنا. ثقافتهم المختلطة هي الجو الذي نتنفسه. رموز حالتهم تحكم الحياة الاجتماعية، ورموز أخلاقهم تحكم الأخلاق وتؤثر على سياساتنا. “بوبوز في الجنة” هو نظرة ذكية وجادة على العواقب الثقافية لعصر المعلومات، ووصف معمق لكيفية عيشنا الآن.