بهفيش جوشي: بطل بلا قوى

مراجعة فيلم “بهفيش جوشي سوبر هيرو”

في عالم مليء بالأبطال الخارقين الذين يحاربون الجريمة من خلال تقنيات متطورة وقوى غير بشرية، يظهر فيلم “بهفيش جوشي سوبر هيرو” ليعكس صورة مغايرة لهذه الفكرة النمطية. الفيلم من إخراج فيكراماديتيا موتواني ويعتبر تجربة سينمائية فريدة من نوعها، حيث يدمج بين الأبطال الخارقين والدراما الاجتماعية في قالب يناقش قضايا الفساد السياسي والعدالة الاجتماعية.

القصة وأبعادها

تدور أحداث الفيلم حول شاب يُدعى “بهفيش جوشي”، الذي يجسد شخصيته الممثل هارشفاردهان كابور، وهو شاب مثالي في نظر مجتمعه، مهووس بمسألة العدالة. تبدأ القصة مع مقتل أفضل صديق له، وهو الحدث الذي يقلب حياته رأساً على عقب. الصديق الذي كان قد اكتشف فساداً سياسياً ضخماً تعرض للقتل نتيجة محاولته فضح هذا الفساد. يغذي هذا الحادث غضب “بهفيش” ويحفزه على اتخاذ مسار مليء بالمخاطر؛ ليصبح مقاتلاً ملثماً يواجه الجريمة والفساد في المدينة.

الفيلم ينتمي إلى نوعية أفلام الدراما والعالمية والخيال العلمي والفانتازيا، ويتميز بتقديم شخصية البطل التي ليست خارقة بالمعنى التقليدي. على عكس الأبطال الخارقين الذين يمتلكون قوى خاصة أو أدوات متطورة، يستخدم “بهفيش” ذكاءه وتدريبه البدني البسيط في سبيل محاربة الفساد الذي استشرى في المجتمع.

التمثيل والشخصيات

من أبرز ما يميز الفيلم هو أداء الممثل هارشفاردهان كابور الذي يؤدي دور البطل بشكلٍ ممتاز. على الرغم من أن الشخصية قد تبدو في بعض الأحيان مألوفة بالنسبة للمشاهد، إلا أن كابور يضيف لمسته الخاصة التي تجعل “بهفيش” شخصية تنبض بالحياة والأمل في وسط مناخ قاتم.

يشارك في الفيلم أيضاً عدد من الممثلين الموهوبين مثل بريانشو باينيولي، وأشيش فيرما، وشيريا ساباروال، وبراتاب فاد، وشنمايي مانديليكار، ونيشيكانت كامات، وهريشيش جوشي. كل منهم يساهم في إضافة عمق إلى القصة عبر شخصياتهم المتنوعة، مما يثري السياق الدرامي ويسهم في تعميق الصراع الداخلي والخارجي الذي يعيشه “بهفيش جوشي”.

الرسالة الاجتماعية

ما يميز هذا الفيلم هو رسالته الاجتماعية العميقة التي تتعلق بالفساد السياسي وحياة الفقراء في الهند. يقدم الفيلم صورة واقعية للمجتمع الهندي، حيث يعرض التحديات التي يواجهها المواطن العادي في مواجهة السلطة السياسية الفاسدة. وبالرغم من أن “بهفيش” لا يمتلك قوى خارقة، إلا أن شجاعته وإصراره على تحقيق العدالة يخلق تأثيراً قوياً على المتفرج، مما يجعلنا نتساءل عن مفهوم البطل في حياتنا اليومية.

الإخراج والأسلوب الفني

تحت قيادة المخرج فيكراماديتيا موتواني، يحافظ الفيلم على جو من التشويق والغموض، ويتميز بالإيقاع السريع والحبكة المحكمة التي تجعل المشاهد مشدوداً للأحداث طوال فترة العرض. موتواني ينجح في تقديم مزيج من التشويق مع لمسات فانتازية غير تقليدية، ما يضيف للمتعة السينمائية التي توفرها أحداث الفيلم.

التقييم والنجاح النقدي

تم إطلاق فيلم “بهفيش جوشي سوبر هيرو” في 16 أغسطس 2018، وعلى الرغم من أنه لم يحقق نجاحاً ضخماً في شباك التذاكر، إلا أنه حصل على تقدير نقدي جيد بفضل طريقة معالجته لقضية الفساد وتنفيذ فكرة البطل الخارق بأسلوب مختلف. تم تصنيفه على أنه مناسب للعائلة بتقييم “TV-14″، مما يعني أنه يمكن أن يُعرض على فئات عمرية مراهقة، لكنه يتناول مواضيع قد تكون ثقيلة في بعض الأحيان.

تستمر مدة الفيلم حوالي 150 دقيقة، وهو وقت كافٍ لاستكشاف العديد من الجوانب الاجتماعية والسياسية التي يسعى الفيلم لتسليط الضوء عليها، مع الحفاظ على تسلسل الأحداث المثيرة التي لا تُمل. تتنقل بين مشاهد الحركة والمواقف النفسية التي يمر بها البطل، مما يجعل المشاهد يتفاعل عاطفياً مع القصة.

الخاتمة

في النهاية، يعد “بهفيش جوشي سوبر هيرو” تجربة سينمائية مميزة تقدم رؤى جديدة في عالم الأبطال الخارقين. هو ليس فقط فيلم مغامرات أو حركة، بل هو دعوة للتفكير في مفهوم العدالة في عالم مليء بالتحديات الاجتماعية والسياسية. يقدم للمشاهد فكرة أن البطل لا يجب أن يكون خارقاً في قواه، بل يمكن أن يكون شخصاً عاديّاً يُحركه شعور قوي بالعدالة ورغبة عميقة في تحسين الواقع من حوله.

إنه فيلم يستحق المشاهدة لكل من يهتم بالقضايا الاجتماعية والمواقف البطولية التي تنبع من قلب المجتمع، وليس من قوى خارقة.