بعد التفاح: المرأة في الكتاب المقدس
يعيد الكاتب نعومي روزنبلات، في كتابه “بعد التفاح: المرأة في الكتاب المقدس – قصص خالدة عن الحب والشهوة والحنين”، سرد قصص شخصيات نسائية من الكتاب العبري، مثل ليئة وراحيل وسارة ورفقا، دليلة، وإيزابل، مرسمًا لنا صوراً مثيرة ومميزة لتجاربهن المعاصرة والمشاكل التي يضطرن لمواجهتها. يجمع الكتاب بين عناصر من التاريخ وعلم النفس وفن السرد، مما يضفي على القصص طابعًا مميزًا وإنسانيًا يجعلها قريبة من القارئ وقابلة للتأمل.
تمتد أحداث الكتاب لتستعرض القصص والحكايات النسائية التي تمتزج بين الحب والشهوة والحنين، مما يجعلها قصصًا لا تنسى تتنوع بين الفرح والألم والتحديات. ومن خلال تسريبها بالحكمة والتحليل، يفتح روزنبلات أفقًا جديدًا لفهم تلك الشخصيات وتفاعلاتهن مع العالم من حولهن.
تقدم الكتاب مشاهد واقعية تجسد التضحية والإيمان والشجاعة التي أبدتها تلك النساء في مواجهة التحديات الزمنية والثقافية والشخصية. فهو ليس مجرد سرد لقصص تاريخية، بل هو استكشاف عميق لعوالم نسائية معقدة، ومواجهة لقضايا معاصرة تتراوح بين الهوية والحرية والحب.
بجعلهن أبطالًا لقصصه، يعيد روزنبلات إلى الحياة تلك الشخصيات التاريخية بأبعادهن الإنسانية العميقة، مما يجعل القارئ يتأمل في قضايا الوجود والهوية بصورة جديدة ومثيرة. ومع ذلك، فإن الكتاب لا يقتصر على إعادة سرد القصص القديمة بل يعطيها تفسيرًا جديدًا وجريئًا يفتح الباب أمام النقاش والاستكشاف.
بفضل لغته السلسة وأسلوبه الجذاب، ينجح روزنبلات في خلق جسر بين الماضي والحاضر، مما يجعل هذا الكتاب قراءة أساسية لكل من يهتم بفهم دور المرأة في التاريخ وتأثيرها في الحاضر، ويسعى لاستكشاف عالم الروحانية والإنسانية من منظور جديد ومثير للفكر.