في كتابه “Grant Us Courage: Travels Along the Mainline of American Protestantism”، يقدم راندال بالمر رحلة مميزة عبر مسار البروتستانتية الرئيسي في الولايات المتحدة الأمريكية. يستند الكتاب إلى سلسلة مقالات نُشرت في مجلة “Christian Century” عام 1950 تتعلق باثني عشر كنيسة، بعضها كبيرة وبعضها صغيرة، تمثل كل منها خيوطًا من البروتستانتية الرئيسية الأمريكية.
بعد مرور نحو خمسين عامًا، قام بالمر بزيارة كل هذه الكنائس الاثني عشر مرة أخرى ليقيِّم حالة البروتستانتية في الوقت الحالي. ينتج عن هذا الجهد سردًا مميزًا، ينثر فيه لمسات من الألوان المحلية وصورًا تُعَدُّ للذاكرة عن الأشخاص المتورطين، ويمتلئ بالملاحظات الفطنة والتفكير المتنوع حول البروتستانتية في نهاية القرن.
يتجول بالمر عبر الولايات المتحدة ليُقدم لنا نظرة مباشرة على كيفية تطوُّر المسيحية خلال النصف الثاني من القرن الماضي. ومن بين ما يظهر هو كنيسة “الميثودية الوحدية” في أمز، آيوا، حيث يشاهد جورج وايت جهوده لاستعادة صوت كنيسته الذي كان سابقًا مهيمنًا في الحياة الدينية للمدينة، صوتًا تُختمر الآن بسبب نمو التصوف الديني.
تشمل الرحلة كذلك زيارات لكنائس مزدهرة، مثل “كنيسة هوليوود البريسبتيرية” في لوس أنجلوس، التي يقودها المبشر العظيم جون لويد أوجلفي، الذي عُيِّن مؤخرًا كابتلان لمجلس الشيوخ الأمريكي. وفي مينيابوليس، يلتقي بالمر بكنيسة “اللوثرية المزيدة الزيتون”، جماعة قد زادت عدد أعضائها وتمتلك الآن لقب أكبر كنيسة لوثرية في العالم.
في “Grant Us Courage”، يقدم أحد أكثر محدثي الساحة الأمريكية تفصيلاً حميميًا عن البروتستانتية الرئيسية في نهاية القرن. نخرج من الكتاب بالشعور بأننا كنا هناك، وأننا استمعنا إلى أصوات شريحة هامة من الحياة المسيحية، وأننا وجدنا فهمًا أعمق للحياة الدينية في أمريكا اليوم.