بركان بولوسان هو من أبرز السمات الجيولوجية في منطقة جنوب شرق آسيا، وتحديداً في الفلبين. يقع هذا البركان الضخم في جزيرة لوزون في الفلبين، حيث تتألف المنطقة المحيطة به من تضاريس متنوعة تمتزج ما بين الجمال الطبيعي والخطورة الجيولوجية.
تتميز بولوسان بتصنيفها كبركان استراتوفولكاني، وهو نوع من البراكين يتميز بتكوينه المتعدد الطبقات نتيجة لتتابع الثورانات وتراكم الحمم والرماد والصخور المتصلبة على مر العصور. تعتبر هذه الفعالية البركانية من أحد أنواع النشاط البركاني الأكثر قوة وتأثيرًا في العالم.
تتمتع منطقة بولوسان بموقع استراتيجي على الخريطة الجيولوجية للفلبين، حيث تعتبر جزءًا لا يتجزأ من حزام “حلقة النار”، الذي يضم مجموعة من البراكين النشطة والمتوقعة النشاط في جميع أنحاء المنطقة. وتشكل هذه الحلقة النارية مصدر قلق دائم للسكان المحليين والسلطات المحلية والدولية نظرًا لتاريخها المعقد وتأثيراتها القاسية.
تتميز بولوسان بارتفاعها المذهل الذي يبلغ حوالي 1535 مترًا فوق سطح البحر، مما يجعلها واحدة من أعلى القمم البركانية في المنطقة. وتعتبر هذه الارتفاعات الشاهقة من مؤشرات النشاط البركاني المحتمل والتحدي الذي يواجه الباحثين والمهندسين الجيولوجيين في دراسة وتقييم المخاطر الناجمة عن الثورانات المحتملة.
تشتهر بولوسان أيضًا بتاريخها البركاني الغني، حيث تم تسجيل سلسلة من الثورانات التاريخية التي شهدتها المنطقة عبر العصور. وتراجع هذا البركان إلى الوضع السكوني بعد ثوران آخر، حيث يعتبر وضعه الحالي “تاريخيًا” ولا يعتبر نشطًا حاليًا. ومع ذلك، فإن القدرة على الثوران ما زالت موجودة ويجب أخذ التحذيرات والتنبيهات بجدية من قبل السلطات والسكان المحليين.
في ضوء أخر ثوران معروف لهذا البركان، الذي وقع في فترة زمنية تُعرف بـ “D1″، تظل الأبحاث والمراقبة النشطة جزءًا أساسيًا من الجهود المستمرة لمراقبة النشاط البركاني وتقييم المخاطر المحتملة المرتبطة به. وتعكس هذه الجهود التزام الفلبين والمجتمع الدولي بتوفير الحماية والسلامة للمجتمعات المحلية المعرضة للخطر في مواجهة تلك التحديات الجيولوجية الخطيرة.