في عام 1820، شهدت منطقة بحر باندا حدثًا طبيعيًا هائلاً يغير وجه الطبيعة ويترك أثراً لا يمحى، حيث ثبتت تسجيلات عن ثوران بركاني مدمر أُطلِق عليه اسم “باندا أبي”. يقع هذا البركان في بحر باندا، الذي يتوسط المحيط الهادئ، وتحديداً عند التقاء خط العرض -4.525 وخط الطول 129.871.
تميزت هذه الثورة البركانية بأنها من نوع “كالديرا”، والتي تعتبر من أكبر وأشد البراكين تدميرًا وتأثيرًا على البيئة. كان لهذا الحدث البركاني تأثيرات واسعة النطاق، حيث أدى إلى ارتفاع الحمم البركانية وتكوين حوض عميق في باطن الأرض، وهو ما يُعرف بالكالديرا.
تُصنف هذه الثورة البركانية ضمن فئة VEI 2، مما يشير إلى مدى قوتها وكمية الرماد والمواد التي تم إطلاقها إلى الجو خلال الثورة. يُذكر أن فهم فئة VEI يساعد في تقدير حجم الثورة البركانية وتأثيراتها.
رغم قوة هذا الحدث، لم تُسجل حالات وفاة مباشرة جراء الثورة البركانية، ولكن تم تسجيل واحدة فقط بسبب الظروف المرتبطة بالثورة. وقد تركت الكالديرا التي تكونت نتيجة لهذا الحدث آثاراً بيئية وجغرافية ملحوظة، حيث أصبحت موضوعًا للدراسات العلمية والبحوث الجيولوجية.
تاريخيًا، يعتبر بركان باندا أبي واحدًا من الظواهر الطبيعية البارزة التي شهدتها منطقة بحر باندا، ويستمر تأثيره البيئي على النظم البيئية المحيطة به. يظل هذا الحدث البركاني محط اهتمام العلماء والباحثين، حيث يسهم في فهم عمق عمليات الطبيعة وتأثيراتها البيئية على الكوكب.
يعكس بركان باندا أبي فعلياً القوى الهائلة التي تنشط في باطن الأرض، ويشكل تذكيراً دائماً بقدرة الطبيعة على تشكيل وتحويل البيئة التي نعيش فيها. تظل هذه التجربة البركانية علامة فارقة في تاريخ المنطقة، وتسلط الضوء على تعقيدات وجماليات العمليات الطبيعية التي تحدث في أعماق كوكبنا.