“بدايات كاتبة: الكتابة والذات في عالم إيودورا ويلتي”
يقدم كتاب “بدايات كاتبة” للكاتبة إيودورا ويلتي رحلة فريدة وممتعة في عالم الذكريات والكتابة. وُلِدت إيودورا في عام 1909 في جاكسون، ميسيسيبي، ومن خلال خيوط تتلاصق بشكل متواصل، تقدم فيها سيرتها الذاتية وتروي لنا كيف ساهمت عائلتها ومحيطها في تشكيل شخصيتها وكتابتها. تتناغم المشاهد البسيطة والشائعة، والأصوات، والأشياء مع عواطف الذكريات: الساعات البارزة، وجهاز الفيكترولا، وكتاب والدها اليتيم الذي لا غلاف له والذي تم حفظه منذ صباه، وجبال ولاية فرجينيا الغربية الشاهقة التي تصبح ميتافوراً لاستقلال والدتها القوي، وأول كاميرا لها التي علقت لحظة إلى الأبد وعلمتها أن كل شعور ينتظر حركة. لقد أعادت إيودورا هذا العالم المفقود بنفس الدقة والبصيرة التي تميز كتاباتها الخيالية.
حتى لو لم تكن إيودورا ويلتي كاتبة كبيرة، فإن وصفها لنشوءها في الجنوب – للتفاعل بين السود والبيض، بين المدينة والريف، بين المعلمين المخلصين والجمهور الذين علموا – سيكون لافتًا. وبما أنها كاتبة رائعة للأدب، فإن تجربتها الشخصية تمتلك تشابهًا عائليًا مع تلك التي خلقت نهضة أدبية في جيل الشبان الجنوبيين الذي أنتج نهضة أدبية. حتى قبل نشر هذا الكتاب، كانت قد كبت التحقيقات السيرية. بالتأكيد، لم يكن من السهل على هذه السيدة الخجولة والتحفظية أن تقوم بكتابة سيرتها الأدبية الخاصة، أن تعيش ذكرياتها الخاصة (المؤلمة والسارة على حد سواء)، وأن تمر برسائل وصور والديها وأجدادها. ولكننا مدينون لها، لأن التقطير الذي تقدمه لتجربتها هو متعة نادرة لمعجبيها، ولذلك يعتبر هذا الكتاب هدية لكل من يحب الكتابة الجيدة ولكل من يهتم ببذور الإبداع.
الكتاب، الذي يُعرض الآن كقرص مدمج صوتي بصوت إيودورا ويلتي نفسها، أو ككتاب، يأخذنا في رحلة عميقة إلى عقل وقلب كاتبة عظيمة. يتناول قضايا النساء والذات في سياق يتداخل فيه التأثير المحيطي والشخصي، ويقدم للقارئ فهمًا غنيًا لتحولات ويلتي الحياتية وكيف أثرت على كتابتها. يندرج الكتاب تحت فئة السير الذاتية والسير الذاتية للنساء، وتم نشره بواسطة دار نشر جامعة هارفارد في فبراير من عام 1984، مما يجعله قطعة أثرية تحمل توقيع إيودورا ويلتي.”