في “بحر المجد: رحلة اكتشاف أمريكا، البعثة الاستكشافية الأمريكية، 1838-1842″، يأخذنا الكاتب ناثانيال فيلبريك في رحلة مذهلة إلى أحد أبرز المغامرات في القرن التاسع عشر. البعثة الاستكشافية الأمريكية التي جرت في الفترة بين عامي 1838 و1842 تعد واحدة من أكثر المشاريع التي أقيمت طموحاً في تلك الفترة، وكانت إحدى أكبر رحلات الاكتشاف التي شهدها العالم الغربي – ست سفن شراعية رائعة وطاقم يضم مئات الأفراد، بما في ذلك علماء النبات، وعلماء الجيولوجيا، ورسامي الخرائط، وعلماء الأحياء، كلهم تحت قيادة النقيب الشاب والجريء تشارلز ويلكس.
كان هدفهم تغطية المحيط الهادئ من الشمال إلى الجنوب، ورفع علم أمريكا في جميع أنحاء العالم. بعد أربع سنوات من الرحيل، عادوا إلى الولايات المتحدة، وقد حققوا هذا الهدف وأكثر. اكتشفوا قارة جنوبية جديدة، والتي سماها ويلكس بأنتاركتيكا. كانوا أول أمريكيين يقومون برصد نهر كولومبيا الخطير، وأول من قاموا برسم خرائط لعدة جزر حديثة اكتشفت في جميع أنحاء المحيط الهادئ. استكشفوا البراكين في هاواي، وأكدوا نظرية تشارلز داروين حول تكوين الشعاب المرجانية، وجمعوا آلاف العينات التي أصبحت فيما بعد أساس مجموعات العلوم في متحف سميثسونيان.
يستند الكتاب إلى أسس علمية قوية ويقدم رحلة مشوقة عبر الزمن، حيث يسرد فيلبريك ببراعة تفاصيل البعثة وتحدياتها الشديدة. يندمج الكاتب بمهارة مع تاريخ العصر، مما يجعل القراء يعيشون تلك الفترة الرائعة بكل تفاصيلها. يستند الكتاب إلى مصادر أصلية ووثائق تاريخية، مما يمنحه مصداقية وثقة. يتناول الكتاب ليس فقط الجوانب الجغرافية والعلمية للرحلة، بل يسلط الضوء أيضًا على الجوانب الإنسانية والتحديات الشخصية التي واجهها أفراد الطاقم.
تصف “بحر المجد” ببراعة لا مثيل لها الرحلة الأخاذة لهؤلاء المكتشفين الشجعان، وتكشف عن الإرث العلمي الضخم الذي تركوه خلفهم. يعتبر هذا الكتاب إضافة قيمة للدراسات الاستكشافية ويقدم نظرة شاملة وفريدة إلى عهد الاستكشاف البحري في تاريخ أمريكا.