في العاشر من أكتوبر عام 1978، شهدت نيوزيلندا حدثاً مدمراً على سواحلها الشرقية قرب جزيرة الجنوب، حيث حدث انهيار أرضي ساحلي كبير نتج عنه موجة بحرية هائلة. تقدر مساحة القسم الذي انهار من الساحل بنحو 4 هكتارات وعمق يبلغ حوالي 10 أمتار. هذا الانهيار الأرضي تسبب في توليد موجة بحرية ضخمة كانت قوتها مدمرة قرب مكان الحادث.
تصاعدت الموجة العاتية بسرعة نحو السواحل المجاورة، محدثة هلعاً وخوفاً بين السكان المحليين والمارة على الشواطئ. ومن الجدير بالذكر أن الصيادين الذين كانوا على متن قارب شعروا وشاهدوا بأم أعينهم هذه الموجة العاتية وتأثيرها الهائل.
وفيما تلاشت طاقتها مع مرور الوقت وبعد اجتياحها المسافة البحرية، لم تكن الموجة الناتجة عن هذا الانهيار الساحلي الضخم إلا عبارة عن ارتفاع يتراوح بين 15 و 20 سنتيمترا فقط عندما بلغت مسافة كيلومتر واحد عن السواحل، وهو ما تم رصده وتجربته بواسطة الصيادين الذين كانوا على متن قارب في تلك اللحظة المرعبة.
هذا الحدث الهام يذكرنا بقوة الطبيعة وقدرتها على توليد الكوارث والتأثيرات الواسعة النطاق، ويجسد أهمية فهمنا لتلك العمليات الجيولوجية والتضاريسية التي يمكن أن تؤدي إلى حوادث مميتة وتهديدات على السلامة البشرية والبيئية.