في الفترة الممتدة من 26 أغسطس إلى 8 سبتمبر 1944، شهدت بلغاريا حدثًا تاريخيًا مهمًا يعرف باسم “انقلاب بلغاريا” أو “انتقال بلغاريا”، حيث قامت بلغاريا بتغيير جانبها في الحرب العالمية الثانية. في هذا التاريخ، انقلبت بلغاريا عن التحالف مع قوات المحور بقيادة ألمانيا النازية، وانضمت إلى الحلفاء.
كانت بلغاريا قد دخلت الحرب العالمية الثانية كحليف لألمانيا النازية واليابان في 1 مارس 1941. ومع ذلك، بدأت التوترات الداخلية والضغوط الخارجية تتزايد على نظام الحاكم في بلغاريا بعد الهزيمة المدمرة التي تعرض لها الجيش الألماني في معركة ستالينغراد وتصاعد سقوط القوات الألمانية في جبهات الحرب.
أثناء هذه الفترة، تصاعدت الأنشطة السرية والمقاومة الداخلية ضد النظام الموالي لألمانيا النازية في بلغاريا. وفي ظل التدهور المتزايد للموقف العسكري لألمانيا وانتصارات الحلفاء في الحرب، بدأت الضغوط على النظام البلغاري تتزايد للتخلي عن التحالف مع ألمانيا.
وفي أغسطس 1944، وجه الاتحاد السوفيتي ضغوطًا متزايدة على بلغاريا للانضمام إلى الحلفاء. وفي 26 أغسطس 1944، قام الحزب الشيوعي البلغاري بانقلاب ضد النظام الموالي لألمانيا النازية، مما أدى إلى إقالة الحاكم الفاشي البلغاري وتشكيل حكومة جديدة بقيادة الشيوعيين.
بعد الانقلاب، أعلنت بلغاريا حربًا على ألمانيا وانضمت رسميًا إلى الحلفاء في 8 سبتمبر 1944. هذه الخطوة لها أهمية استراتيجية كبيرة، حيث أنضمت بلغاريا إلى القوى التي كانت تقاتل ضد النازية، مما ساهم في تعزيز مواقف الحلفاء في المنطقة وتقليص نفوذ ألمانيا في شرق أوروبا.
تأثير هذا الانقلاب كان عميقًا على مسار الحرب العالمية الثانية، حيث أسهم في تقليص نفوذ المحور في المنطقة وتعزيز جهود الحلفاء للقضاء على النازية وانتصار الديمقراطية والحرية.