في عام 1919، في الثاني والعشرين من شهر مايو، عند الساعة الخامسة والأربعين دقيقة بتوقيت التنسيق العالمي، شهدت جزيرة سترومبولي الواقعة في بحر التيراني، جزر ليباري، حدثًا طبيعيًا مدمرًا. تلك الفترة شهدت نشاطًا غير عاديًا لبركان سترومبولي بدءًا من شهر فبراير، ووصل ذروتها في الحادثة المدمرة التي وقعت في تلك اللحظة.
كانت الانفجار القوي مصحوبًا بضجيج شديد لم يسبق له مثيل، وانبعاث دفعات هائلة من الدخان الأسود الذي غمر الجزيرة بأكملها لفترة قصيرة. كل من حاول الحركة خلال تلك اللحظات تمت إسقاطه أرضًا. وكان الانفجار مرفقًا باندفاع المياه من البحر، مما أسفر عن فيضان الساحل، وقلب كل شيء في المنطقة رأسًا على عقب، وجرف جميع السفن لمسافة تقدر بحوالي 300 متر إلى الكروم المجاورة للساحل. تم إنتاج أمواج تسونامي (على ما يبدو، بسبب زيادة مفاجئة في الضغط الجوي).
وفي جزيرة أوستيكا، لاحظت تحركات غير طبيعية للبحر، شبيهة بتسونامي خفيف. وفي كابري، في مارينا بيكولا، لاحظ بعض البحارة انحسار البحر مما أدى إلى جفاف بعض الصخور التي كانت تحت مستوى سطح البحر بأكثر من متر واحد. بعد لحظات قليلة، ظهرت أمواج كبيرة وغمرت الشاطئ.
كان هناك أيضًا شهود يروون أن تسوناميًا حدث على طول ساحل سترومبولي، حيث شهدوا انحسار البحر بمقدار حوالي 200 متر في بونتا لابرونزو، وذلك في نفس الوقت الذي وقع فيه الانفجار. وقليلًا بعد الانفجار، غمرت مياه البحر الشاطئ لمدة تزيد عن دقيقتين، محملة بكل السفن لمسافة تزيد عن 300 متر في الحقول المجاورة.
وفي ظل هذه الأحداث الكارثية، تضررت معظم المنازل في قرية سترومبولي ودمرت، بينما انهارت بعضها في قرية جينوسترا. وقد أسفرت هذه الحادثة عن وفاة ثلاثة أشخاص وإصابة العديد من الآخرين.
تُظهر تقارير الصحف أن التسونامي استمر لأكثر من عشر دقائق، حيث تسبب في أضرار لعدد كبير من قوارب الصيد التي تم دفعها إلى الشاطئ على بعد مسافة تزيد عن 150 مترًا.
ويعكس كل ذلك حجم الدمار والفزع الذي خلفته هذه الكارثة الطبيعية الهائلة في ذلك الوقت.