في كتابه الرائع بعنوان “النظام العالمي ورياح التغيير”، يقف الكاتب غالب أبو مصلح على أبواب الليبرالية الجديدة التي حملها المحافظون الجدد، ليقدم للقارئ رؤية معمقة حول أيديولوجية النظام الرأسمالي العالمي في فترته الأكثر احتكارًا وعولمة. يتناول الكتاب بشكل متأنٍ وعميق تأثيرات هذه الأيديولوجية على العلاقات الاقتصادية العالمية، وكيف أنها مثّلت ثورةً حقيقية على رؤوس الأموال.
تتجلى رؤية الكاتب في تسليط الضوء على تحديات القوى العاملة في مواجهة هذه الأيديولوجية الليبرالية الجديدة. حيث تشير الصفحات الـ 287 التي يضمها الكتاب إلى تعمقه في استعراض الهجمة الإمبريالية التي تعرضت لها دول العالم الثالث. وما يميز هذا العمل هو تركيزه على دعوة إسقاط الجيلين الثالث والرابع، وكيف أن هذه الدعوة شكلت جزءًا أساسيًا من التحديات التي واجهت العمل والقوى العاملة.
نشرت شركة المطبوعات للتوزيع والنشر هذا الكتاب القيم في عام 1993، وقد تميز بغلاف ورقي يلفت الأنظار، يعكس مكانة العمل وأهميته في فهم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في الفترة الزمنية المعنية. تحت تصنيف “الاقتصاد والأعمال” وفرع “الاقتصاد”، يعد الكتاب إضافة قيمة للمكتبة الأدبية والعلمية، حيث يعرض معلومات ذات طابع فريد يسهم في فهم عميق للتحولات الاقتصادية والاجتماعية في تلك الفترة.
باختصار، يعتبر كتاب “النظام العالمي ورياح التغيير” للكاتب غالب أبو مصلح مصدرًا مهمًا لمن يرغب في فهم تأثيرات الليبرالية الجديدة على النظام الرأسمالي العالمي، وكيف يمكن للقوى العاملة التحدي والتأقلم مع هذه التحولات الاقتصادية الكبيرة.