في كتابه المميز بعنوان “التعليم والبحث العلمي: أفضل استثمار عطاءً لتحقيق التنمية المستدامة”، يقدم الأستاذ الجامعي البارز، محمد النجدي، ملحمة حياته المهنية التي استمرت لمدة خمسين عامًا في مجال الكيمياء. يُسلط الضوء في هذا الكتاب على جهوده الحثيثة في تدريب أكثر من 450 باحثًا ونشر 460 بحثًا علميًا، مما يبرز إسهاماته الرائدة في تطوير المعرفة والعلوم.
يبرز الكاتب أهمية استكمال التدريب في المعاهد العلمية المتقدمة بعد التخرج من المعاهد المحلية، مؤكدًا على أن هذا الخطوة ضرورية لإعداد أجيال من الباحثين الملهمين القادرين على تحقيق التنمية. يطرح النجدي أيضًا تساؤلات حول إمكانية تسويق البحث العلمي في العالم العربي المضطرب، مع التأكيد على أهمية البنية التحتية القوية والشفافية في دعم الباحثين والحفاظ على كفاءاتهم في بلدهم.
يسلط الضوء على العوائق التي يواجهها الباحثون في الوطن العربي، بما في ذلك ضعف البنية التحتية وغياب الشفافية، مما يضطر العديد من الباحثين المتميزين للهجرة إلى معاهد خارجية تحتل مكانة أفضل من حيث البنية التحتية والإدارة الشفافة.
يعكس الكاتب أيضًا على اللوائح التي تم تبنيها لتنظيم الجامعات في مصر عام 1972، مُشيرًا إلى تأثير سلبي أحيانًا على أوضاع الجامعات العربية. يطالب بضرورة إجراء إصلاحات في هذه اللوائح لتواكب التطورات العصرية وتحقيق العدالة والشفافية.
وفي تناوله لصعوبات العمل العلمي في بيئة غير صحية، سواء في مكان العمل أو في التعامل مع الناشرين والحكومات، يقدم النجدي رؤى قيمة حول كيف يمكن تحسين هذه الظروف لتشجيع الباحثين وتعزيز إنتاجهم العلمي.
يتناول الكتاب أيضًا تجارب البحث المشتركة وكيف ساهمت في رفع مستوى البحث العلمي، وكيف يمكن لهذه التجارب أن تكون جسرًا للتواصل بين الباحثين على مستوى العالم.
باختصار، يعتبر هذا الكتاب إسهامًا قيمًا للباحثين في مجال العلوم وطلاب الدراسات العليا، ويقدم تحليلًا شاملاً لتحديات البحث العلمي في العالم العربي، مع رؤى حول كيفية تحسين الظروف لدعم المجتمع العلمي وتحقيق التنمية المستدامة.