المتوفرة في الأسواق، الميثوتركسات وآثاره الجانبية عند علاج التهاب المفاصل الصدفي
الميثوتركسات هو دواء يُستخدم في علاج العديد من الأمراض المناعية المزمنة، منها التهاب المفاصل الصدفي، وهو حالة تحدث عندما يتسبب جهاز المناعة في مهاجمة الأنسجة السليمة في المفاصل. يعد هذا الدواء من أدوية الخط الأول لعلاج التهاب المفاصل الصدفي، ويعمل عن طريق تقليل التهابات المفاصل والحد من الأضرار التي تلحق بالأنسجة والعظام.
رغم فعاليته العالية في التعامل مع هذه الحالة، إلا أن هناك العديد من المرضى الذين قد يواجهون آثاراً جانبية قد تكون شديدة في بعض الأحيان، كما هي الحال مع مريضة قامت بمشاركة تجربتها مع الميثوتركسات، مما يعكس بعض التحديات التي قد يواجهها بعض الأفراد عند استخدام هذا الدواء.
مراجعة من أحد المرضى
مراجعة أحد المرضى على دواء الميثوتركسات تُعبر عن تجربة قاسية في التعامل مع هذا العلاج. حيث بدأت المريضة في تناول الميثوتركسات صباح الخميس، وفي اليوم التالي شعرت بتوعك شديد استمر عدة أيام، مما جعلها غير قادرة على العمل بشكل طبيعي. تشير المريضة إلى أنها تناولت 10 مجم من الميثوتركسات بالإضافة إلى 5 مجم من حمض الفوليك يومياً عدا يوم الجرعة. في اليوم التالي للجرعة، بدأت تشعر بالإرهاق الشديد، حيث كانت غير قادرة على التركيز بشكل سليم وأصابتها حالة من التعب العام وضعف النشاط. لم تكن قادرة على متابعة مهامها اليومية كما هو معتاد، الأمر الذي جعلها مضطرة لإلغاء جميع التزاماتها.
وأضافت المريضة في ملاحظاتها أن الأعراض الجانبية كانت شديدة. بداية من يوم الجمعة، بدأت تشعر بالإرهاق التام، وفقدان الشهية، وعدم القدرة على البقاء مستيقظة، كما أصيبت بآلام في المعدة وصداع شديد. الأعراض الجانبية ازدادت حدة يوم الأحد حيث لاحظت تساقط الشعر بشكل ملحوظ، حتى أن الجبهة التي كانت مليئة بالشعر بدأت تصبح أخف من قبل، مما جعلها تشعر بالقلق الشديد. وقد وصفت تجربتها بأنها كانت فظيعة، حيث لم تكتفِ بالأعراض الجانبية الجسدية فقط، بل كانت الحالة النفسية والعاطفية أيضاً محبطة للغاية.
فعالية الميثوتركسات وتقييمه الطبي
على الرغم من هذه التجربة السلبية، فإن الميثوتركسات يُعتبر من الأدوية الأساسية في علاج التهاب المفاصل الصدفي، إذ أنه يعمل عن طريق تثبيط جهاز المناعة، مما يساعد في تقليل الالتهابات والتورم في المفاصل. تشير الدراسات الطبية إلى أن الميثوتركسات يمكن أن يكون فعالاً للغاية في الحد من الأعراض وتحسين حركة المفاصل لدى المرضى الذين يعانون من هذه الحالة.
الدواء حصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 26 يوليو 2016، وهو ما يعكس الأبحاث الواسعة التي تم إجراؤها قبل اعتماده كخيار علاج آمن وفعال لمرضى التهاب المفاصل الصدفي. كما تشير التقارير الطبية إلى أن الميثوتركسات يتم وصفه بمعدل 8 مرات تقريباً في المتوسط للمرضى الذين يعانون من هذا المرض.
التأثيرات الجانبية والتحديات التي قد يواجهها المرضى
لكن، لا بد من الإشارة إلى أن الميثوتركسات، مثل العديد من الأدوية التي تؤثر في جهاز المناعة، قد يؤدي إلى ظهور عدد من الآثار الجانبية المزعجة. قد يواجه بعض المرضى أعراضاً جانبية تتراوح من الخفيفة إلى الشديدة، مثل الغثيان، والدوخة، وفقدان الشهية، والصداع، وآلام المعدة، وحتى تساقط الشعر. بعض هذه الأعراض قد تستمر لفترة قصيرة بعد تناول الدواء، بينما قد تزداد حدة الأعراض في حالات أخرى، مما يضطر الأطباء إلى تعديل الجرعات أو حتى التوقف عن العلاج في بعض الحالات.
أسباب احتمالية ظهور الآثار الجانبية
تعتبر الحساسية تجاه الأدوية من العوامل المؤثرة في ظهور هذه الأعراض الجانبية. ومن المعروف أن بعض الأشخاص قد يكونون أكثر حساسية لبعض الأدوية من غيرهم، مما يجعلهم أكثر عرضة لتجربة آثار جانبية شديدة حتى عند تناول الجرعات المعتادة. في هذه الحالة، قد ينصح الطبيب بتقليل الجرعة أو تعديل العلاج بما يتناسب مع الوضع الصحي للمريض. في بعض الأحيان، قد يحتاج المريض إلى الأدوية المساعدة مثل حمض الفوليك لتخفيف بعض الأعراض الجانبية، ولكن في حالات معينة، مثل التي ذكرتها المريضة، قد لا يكون ذلك كافياً لتجنب الآثار السلبية بشكل كامل.
التوصيات للتعامل مع الأعراض الجانبية
إذا كنت تعاني من آثار جانبية شديدة بعد تناول الميثوتركسات، من المهم أن تتواصل مع طبيبك المعالج في أقرب وقت ممكن. قد يوصي الطبيب بإجراء فحوصات دم دورية لرصد تأثير الدواء على وظائف الكبد والكلى، وكذلك لتحديد أي خلل قد يحدث في مستويات الدم البيضاء أو الحمراء. في حالات نادرة، قد يؤدي الدواء إلى مشاكل خطيرة في الكبد أو الرئتين، لذا يجب عدم إهمال الأعراض غير المعتادة مثل فقدان الشهية المستمر، أو اليرقان، أو السعال المستمر.
إذا كانت آثار الميثوتركسات الجانبية شديدة ولم تتمكن من تحمّلها، يجب أن تناقش مع طبيبك خيارات العلاج البديلة. هناك العديد من الأدوية الأخرى التي قد تساعد في علاج التهاب المفاصل الصدفي دون أن تتسبب في نفس الآثار الجانبية القاسية التي تعرضت لها.
ختاماً
الميثوتركسات يُعد واحداً من الأدوية الهامة في علاج التهاب المفاصل الصدفي، ويُظهر فعالية عالية في معظم الحالات. لكن في بعض الحالات، قد يواجه المرضى آثاراً جانبية غير محتملة قد تؤثر على نوعية حياتهم. من الضروري أن يتم متابعة العلاج بشكل مستمر مع الطبيب المعالج، وأن يتم تعديل الجرعة أو البحث عن بدائل في حال ظهور أعراض جانبية شديدة. تجنب الانقطاع عن العلاج دون استشارة طبية، إذ أن اتخاذ قرارات العلاج يعتمد على تقييم دقيق للحالة الصحية بشكل عام.