المعركة الأولى لالعلمين، التي وقعت في الفترة من الأول من يوليو عام 1942م إلى السابع والعشرين من نفس الشهر، تمثلت في محاولة حاسمة من الجانب البريطاني لوقف تقدم القوات الألمانية والإيطالية في شمال أفريقيا خلال الحرب العالمية الثانية. وقد أُطلق عليها لاحقًا “المعجزة الثانية لالعلمين”، حيث شكلت نقطة تحول في مسار الصراع.
بعد هزيمتهم في معركة طرابلس، كانت المعركة الأولى لالعلمين هي فرصة القوات البريطانية بقيادة المشير بيرنارد مونتغمري لوقف تقدم القوات المحورية بقيادة الفيلد مارشال إرفين رومل، الذي كان يسعى للسيطرة على مصر ومن ثم فتح الطريق إلى الشرق الأوسط ومواصلة التقدم نحو مناطق النفط في العراق وإيران.
تمركزت المعركة حول منطقة العلمين، التي تبعد نحو 100 كيلومتر غرب الإسكندرية في مصر، وكانت تلك المنطقة حيوية للسيطرة على الطريق الساحلي والقناة السككية. قامت القوات البريطانية ببناء تحصينات قوية واستخدام التكتيكات الدفاعية للمحافظة على مواقعها.
وبفضل التخطيط الجيد والتكتيكات المدروسة، تمكنت القوات البريطانية من صد هجمات القوات المحورية واستعادة المبادرة في الميدان. وقد أدت هذه المعركة إلى تثبيت جبهة الصراع في شمال أفريقيا لعدة أشهر، مما منح الحلفاء الوقت اللازم لتعزيز قواتهم وتحسين التخطيط الاستراتيجي للهجمات القادمة.
تأتي أهمية المعركة الأولى لالعلمين في كونها عاملًا رئيسيًا في كسر زخم القوات المحورية ووقف تقدمها نحو مصر ومناطق النفط الحيوية في الشرق الأوسط، كما أنها ساهمت في رفع معنويات الحلفاء وزيادة ثقتهم بقدرتهم على مواجهة القوات المحورية في الميدان.
وبهذا، تظل المعركة الأولى لالعلمين تحفر بذاكرة التاريخ كمفترق رئيسي في مسار الحرب العالمية الثانية، حيث شكلت نقطة تحول حاسمة في توجيه مسار الصراع نحو نهاية معينة.