المستقبل وأعداؤه: التصادم المتزايد حول الإبداع والمبادرة والتقدم
في كتابها “المستقبل وأعداؤه: التصادم المتزايد حول الإبداع والمبادرة والتقدم”، تستعرض فيرجينيا بوستريل مجموعة من الأفكار الجريئة حول كيفية حدوث التقدم الحقيقي في مختلف المجالات. تواجهنا اليوم فرص وخيارات وثروات أكبر مما كانت عليه في أي وقت من التاريخ، وهذا نتيجة لحداثة العقل البشري وفضوله وإصراره. لكن يتردد صدى مؤلم من قبل بعض الفكريين والسياسيين الذين ينددون بحالتنا.
يقولون إن التكنولوجيا تستعبدنا، والتغيير الاقتصادي يجعلنا غير آمنين، والثقافة الشعبية تتخذنا أكثر قسوة وتفاقمًا، والاستهلاك يدمر البيئة. يقولون إن المستقبل خارج عن السيطرة بشكل خطير، وما لم نكبح تلك القوى المتغيرة ونوجهها عن كثب، فإننا نخاطر بالكارثة.
تنفجر فيرجينيا بوستريل هذه الأساطير، وتبدأ في استكشاف جريء حول كيفية حدوث التقدم فعلًا. في مجالات الجهد المتراكمة بين الأزياء وصيد الأسماك، ومن الأفلام إلى الطب، ومن العدسات اللاصقة إلى الحواسيب، تُظهر كيف ولماذا التجربة المفتوحة والمتعددة التجارب – وليس الالتزام برؤية مركزية واحدة – هو مفتاح تحسين الإنسان.
تُجادل بوستريل أن هذه الآراء المتضاربة حول التقدم، بدلاً من اليسار التقليدي واليمين، تحدد بشكل متزايد مناقشتنا السياسية والثقافية. على جانب واحد، تحدد مجموعة من الأصدقاء الغريبين: بات بوكانان ورالف نادر يقفان كتلة واحدة ضد التجارة الدولية؛ المتشددون اليمينيون والبيئيون اليساريون يعارضون الهجرة؛ المحافظون والتكنوقراطيون يدينون وول مارت والتكنولوجيا الحيوية والإنترنت والنمو الضواحي. يفضل البعض الماضي ما قبل الصناعة، بينما يتصور البعض المستقبل المهندس بشكل بيروقراطي، لكن الجميع يشتركون في التفاني لما تسميه “الثبات”، وهو مجتمع مسيطر وموحد يتغير فقط بإذن من سلطة مركزية.
على الجانب الآخر، هناك تحالف ناشئ يدعم ما تسميه بوستريل “الديناميكية”: مجتمع مفتوح حيث يولد الإبداع والمبادرة، وبموجب قواعد متوقعة، التقدم بطرق غير متوقعة. يوحدهم الديناميكيون ليس ببرنامج سياسي واحد ولكن بتقديرهم لعمليات التطور المعقدة مثل الاستفسار العلمي، والمنافسة في السوق، والتطور الفني، والاختراع التكنولوجي. رواد الأعمال والفنانين، والعلماء ونظريات القانون، والمحللين الثقافيين ومبرمجي الحواسيب، الديناميكيون هم، كما تقول بوستريل، “حزب الحياة”.
“المستقبل وأعداؤه” هو مناشد قوي للعالم المنظور الديناميكي، فضلاً عن تحليل عميق لكيفية تأثير معتقداتنا حول المعرفة الشخصية والطبيعة والفضيلة