من المحطات التاريخية البارزة في سجل الحروب العالمية الثانية، تبرز “المؤتمر الثالث في موسكو” كحدث استثنائي من خلال مدته وأهميته الاستراتيجية. فقد جمع هذا المؤتمر الذي انعقد في الفترة من 18 أكتوبر إلى 10 نوفمبر 1943، بين زعماء الدول الثلاث الكبرى في الحرب ضد القوى المحورية، وهم جوزيف ستالين من الاتحاد السوفيتي، وونستون تشرشل من المملكة المتحدة، وفرانكلين ديلانو روزفلت من الولايات المتحدة الأمريكية.
كانت أهمية هذا المؤتمر تتجلى في تشكيل المزيد من التحالف وتعزيز العمل المشترك بين الحلفاء الرئيسيين في الحرب. ففي ذلك الوقت، كانت الحرب تشهد تحولات استراتيجية هامة، بما في ذلك معركة ستالينغراد الناجحة وهزيمة القوات الألمانية بها، مما دفع بالحلفاء لتعزيز التعاون وتبادل الأفكار والخطط لمواجهة التحديات المستقبلية.
أحد أهم القرارات التي تم اتخاذها في هذا المؤتمر كان تأسيس المجلس العسكري العليا، والذي كان هدفه تنسيق الجهود العسكرية بين الدول الثلاث الكبرى لضمان نجاح الحملات القادمة ضد القوى المحورية. وتمت الموافقة أيضًا على خطة الهجوم الكبير على ألمانيا من الغرب، المعروفة بتسمية “الحملة الإنجليزية”، والتي ساهمت في تحديد مسار الحرب نحو نهايتها المنتظرة.
بالإضافة إلى الجوانب العسكرية، فقد تم التطرق خلال المؤتمر أيضًا إلى الجوانب السياسية والاقتصادية، بما في ذلك بحث سبل إعادة بناء أوروبا بعد انتهاء الحرب وضمان استقرارها المستقبلي. وقد شكل هذا المؤتمر بمثابة نقطة تحول في توجه الحرب، حيث تحول التحالف بين الحلفاء إلى تحالف متين يستند إلى التنسيق والتعاون المشترك في مواجهة التحديات القادمة.
وبهذا الشكل، فإن المؤتمر الثالث في موسكو يظل حجر الزاوية في تاريخ الحرب العالمية الثانية، حيث تجسدت فيه إرادة الحلفاء في مواصلة النضال المشترك ضد القوى العدوانية، وتحقيق النصر النهائي الذي أصبح وشيكًا بهذه الخطوات الاستراتيجية المهمة.
للمزيد من المعلومات، يمكن الاطلاع على هذه المراجع: