في هذا العمل الأدبي الرائع بعنوان “الكتاب المصور”، يأخذنا الكاتب سوزانا كيتينغ في رحلة مؤثرة تتناول قصة ابنة تسعى إلى الحب والهوية، وعندما يتعلق الأمر بالغفران، يظهر الطابع العنيد لهذا الفعل. في هذا الرواية الأولى المؤثرة، تكشف سوزانا كيتينغ عن شبكة معقدة من أسرار العائلة لتصل إلى استنتاج مريح يفيد بأن الأمهات والآباء والبنات متصلون بشكل عميق ودائم بغض النظر عن الظروف التي قد تحدث لهم.
بعد تخرجها من المدرسة، تعمل باتريزيا أورمان، البالغة من العمر 22 عامًا، كمساعدة في أحد المعارض في سوهو وتحلم بالنجاح في عالم الفن، عندما تتوفى والدتها ليزي في حادث سيارة. تعود باتريزيا إلى الوطن لحضور الجنازة، ويتضاعف صدمتها العاطفية عندما تقدم لها عرابتها، سارة، مجموعة من الرسائل من والدها – رجل لم تعرفه أبدًا، وعنه لم تتحدث والدتها إلا نادرًا. تكشف عرابتها أن ماسيميليانو كاراتشي كان حب والدتها الكبير، وهو تاجر فني جذاب التقت به عندما كانت تدرس في روما. للأسف، تفككت قصة حبهما العاطفية عندما اكتشفت ليزي أنها حامل، وطالب ماسي بأن تختار بين علاقتهما أو الطفل الذي قرر ألا يعترف به ولا يدعمه.
رغم الجراح والارتباك الذي تسببت فيه الكشفات، ولكن رغبة في معرفة الحقيقة تدفع باتريزيا إلى السفر إلى روما للبحث عن والدها، حيث تتخذ هوية مزيفة باسم آنا، طالبة فن أمريكية أخرى. في إيطاليا، تشعر باتريزيا بالتجديد وتستمتع بشغفها الفني واهتمامها المتزايد بشاب إيطالي يدعى أندريا. ومع تجربتها لكنوز ونكهات وأصوات هذه المدينة القديمة، تحلم بالعيش هناك بشكل دائم – تماماً كما فعلت والدتها في نفس السن. ومع ذلك، تهدد علاقتها الغير محلولة مع والدها سعادتها عندما تبدأ باتريزيا في الخشية من أن أندريا قد يتخلى عنها، تمامًا كما فعل والدها في الماضي.
تتميز رواية سوزانا كيتينغ بالرقة والمشاعر الصادقة، حيث تظهر وصفاتها الحسية الواقعية والنزاهة النفسية أنها راوية مؤثرة ومراقبة ذكية للطبيعة البشرية. ستجعل “الكتاب المصور” القراء يفحصون حياتهم الخاصة والخيارات التي اتخذوها بعناية.