في كتاب “Ecocide in the USSR: The Looming Disaster in Soviet Health and Environment”، يقدم موراي فيشباخ، أبرز متخصص في الصحة والسكان السوفيتيين في العالم، وألفريد فريندلي جونيور، صحفي موسكو السابق الذي تحول إلى كاتب بيئي، أول قياس موثوق للانهيار البيئي السوفيتي، والقوى السياسية التي أثارها، وتكلفة إصلاح الضرر.
في 103 مدينة، التي يعيش فيها سبعون مليون شخص، الهواء غير صالح للتنفس… تلوث يفسد 75 في المائة من مياه السطح… أربعة من كل خمسة مستشفيات ريفية تفتقر إلى الماء الساخن، ويستخدم الجراحون مواد بدائية بدلاً من الشفرات الجراحية… بحر داخلي يتحول إلى صحراء… يرتفع معدل الوفيات بين الرضع وينخفض متوسط العمر… الأزمة الطبية والبيئية التي اندلعت في الاتحاد السوفيتي خلال فترة غورباتشوف تطورت في السر، لكنها انفجرت – إلى جانب كارثة تشيرنوبيل – في احتجاجات مدنية ضد الملوثين الذين أضاعوا الموارد وصحة الشعب، وضد القيادة التي حرمت المرضى من الأدوية الحديثة والرعاية الإنسانية.
تكلفة أي علاج ستكون باهظة في الوقت والأموال والتكنولوجيا، لكن الإهمال القاتل وسوء المعاملة للطبيعة من قبل السوفيات يحمل عواقب لا يمكن لأي مواطن في الكوكب تجاهلها.