“القط والعجوز النكدي” هو عنوان لأحد الأعمال الأدبية التي كتبها كليفلاند أموري، والذي يُعتبر من بين المؤلفين البارزين في الأدب الأمريكي المعاصر، خصوصًا في فئة النقد الأدبي. تدور أحداث الكتاب حول قط يدعى “بولار بير” الذي، رغم بداياته المتواضعة والصعبة، يُظهر تحفظاً كبيراً حيال شهرته الطارئة. تلقي الرواية الضوء على هذا القط الذي يجد نفسه غارقًا في بحر من الرسائل من معجبيه، مما يثير التساؤل حول ما إذا كانت تسع حيوات ستكفيه للرد على كل هذه الرسائل.
الكتاب يعكس، بشكل درامي وكوميدي في آن واحد، العلاقة التي تربط بين القط وصاحبه الذي يتسم بالتذمر والشكوى المستمرة، حيث يتم تصوير هذه الشخصية الثانوية بمزيج من الفكاهة والعمق النفسي. تتجلى في الرواية قصة حب وتحدي وتفاهم متبادل بين القط ومالكه، وهو ما يعطي العمل طابعًا إنسانيًا يستطيع كل من عاش تجربة امتلاك قط أن يتعاطف معه.
من الناحية الأدبية، يمكن القول إن أسلوب أموري يمتاز بخفة الظل والعمق في تحليل العلاقات بين الشخصيات، كما أنه يتقن استخدام الوصف والحوار بطريقة تجعل القارئ مشدودًا لمتابعة الأحداث. الرواية ليست مجرد سرد لأحداث يومية بسيطة، بل هي استكشاف للعواطف الإنسانية وتحليل للعلاقات الذي يمكن أن تنشأ بين الإنسان والحيوان.
تُصنف هذه الرواية ضمن فئة النقد الأدبي الأمريكي لأنها تقدم نقدًا ضمنيًا للمجتمع الأمريكي من خلال تصوير العلاقة بين الأفراد والحيوانات الأليفة، وكيف يمكن أن تؤثر هذه العلاقات على حياتنا اليومية وعلى فهمنا لأنفسنا وللعالم الذي نعيش فيه. يتطرق الكتاب أيضًا إلى مواضيع مثل الشهرة وتأثيرها على الأفراد، والوحدة، والبحث عن المعنى في الحياة في عالم معقد.
تم نشر الكتاب في أكتوبر من عام 1991 من قبل دار نشر “ليتل، براون أند كومباني”، وهي واحدة من دور النشر البارزة التي تُعنى بإصدار الأعمال الأدبية الرفيعة والتي لها تأثير كبير في الساحة الأدبية. من الجدير بالذكر أن الرواية تُعد جزءًا من ثلاثية يتابع فيها القراء حياة “بولار بير” وتطورات علاقته بمالكه العجوز النكدي، حيث يتطلع القراء للجزء الثالث والأكثر تأثيرًا من الثلاثية، الذي يحمل عنوان “أفضل قط على الإطلاق”.
إن “القط والعجوز النكدي” ليست مجرد قصة عن قط يتوجب عليه التعامل مع شهرة غير متوقعة، بل هي استعراض للطبيعة البشرية وتأملات في الوجود والهوية الشخصية والعلاقات التي تنسجها الكائنات الحية مع بعضها البعض. تقدم الرواية لقرائها فرصة للتأمل والضحك وربما البكاء، بينما تُعلمنا عن الأهمية الجوهرية للعلاقات التي نبنيها في حياتنا.