طب وصحة

الفيلرز: التجميل بدون جراحة

الفيلرز: الاستخدامات الطبية والتجميلية والمخاطر المحتملة

في السنوات الأخيرة، شهد مجال الطب التجميلي تطورًا هائلًا، ومن أبرز التقنيات التي استحوذت على اهتمام الأطباء والمرضى على حد سواء هي تقنية “الفيلرز” أو “الحشوات الجلدية”. تُعد الفيلرز إحدى الوسائل غير الجراحية التي تلعب دورًا مهمًا في تجديد شباب البشرة واستعادة حيويتها، كما تُستخدم في علاج بعض الحالات الطبية والتجميلية دون الحاجة إلى تدخل جراحي.

هذا المقال يتناول بالتفصيل ماهية الفيلرز، أنواعها، استخداماتها في الطب والتجميل، المواد المستخدمة فيها، آلية عملها، الفروقات بينها وبين البوتوكس، الآثار الجانبية والمخاطر المحتملة، إضافة إلى تعليمات ما قبل وما بعد الإجراء.


تعريف الفيلرز

الفيلرز هي مواد قابلة للحقن تُستخدم لتعبئة الفراغات تحت الجلد بهدف إزالة التجاعيد، تحسين ملامح الوجه، إعادة الحجم الطبيعي لبعض المناطق التي فقدته بسبب التقدم في العمر، أو حتى لإضافة حجم جديد بطريقة محسوبة ودقيقة. تتنوع هذه المواد في تركيبها الكيميائي والفيزيائي، ويختلف استخدامها باختلاف الهدف المراد تحقيقه.


أنواع الفيلرز بحسب المواد المستخدمة

تنقسم أنواع الفيلرز إلى عدة فئات، وأكثرها استخدامًا في الطب التجميلي هي:

  1. حمض الهيالورونيك (Hyaluronic Acid – HA)

    أكثر الأنواع شيوعًا. يوجد طبيعيًا في الجلد ويساهم في ترطيبه ومرونته. يتميز هذا النوع بقابليته للامتصاص والتحلل تدريجيًا مع مرور الوقت، ويُستخدم في تعبئة الشفاه والخدود، وتخفيف التجاعيد الدقيقة والعميقة.

  2. الكالسيوم هيدروكسي أباتيت (Calcium Hydroxylapatite)

    مادة توجد طبيعيًا في العظام. يُستخدم هذا النوع في تعبئة التجاعيد العميقة، كخطوط الابتسامة أو الخطوط حول الأنف والفم، ويتميز بأنه يدوم لفترة أطول من الفيلرز بحمض الهيالورونيك.

  3. حمض البولياكتيك (Poly-L-lactic Acid)

    يحفز الجسم على إنتاج الكولاجين الطبيعي. لا يعطي نتائج فورية، بل تظهر النتائج تدريجيًا على مدى عدة أشهر. يُستخدم لعلاج فقدان الحجم في الوجه، وغالبًا ما يُعطى على شكل جلسات متتالية.

  4. البارافين الصناعي أو الفيلرز الدائم (Polymethyl-methacrylate – PMMA)

    يحتوي على كرات صغيرة غير قابلة للامتصاص من الجسم، لذلك يعتبر دائمًا إلى حد كبير. يُستخدم في حالات خاصة ويجب اختياره بحذر شديد نظرًا لمخاطره المرتفعة.


استخدامات الفيلرز في الطب التجميلي

1. إزالة التجاعيد والخطوط الدقيقة

يُستخدم الفيلرز لتخفيف مظهر الخطوط التعبيرية الثابتة مثل خطوط الجبهة، التجاعيد حول العينين، وخطوط الابتسامة. ويتم ذلك عن طريق تعبئة الفراغات الجلدية التي تسببت بها فقدان الدهون أو الكولاجين.

2. إعادة تحديد ملامح الوجه

يساهم الفيلرز في رفع عظام الخد، تحديد خط الفك، وتعزيز الذقن أو الأنف بطريقة دقيقة وآمنة نسبيًا دون تدخل جراحي. يستخدم الأطباء تقنيات دقيقة لحقن المواد في نقاط محددة لاستعادة التوازن الطبيعي للوجه.

3. تكبير الشفاه وتحسين شكلها

أحد أكثر الاستخدامات شيوعًا، حيث يعمل الفيلرز على زيادة حجم الشفاه أو تحسين تماثلها وتوازنها.

4. معالجة الهالات السوداء تحت العين

في حالات الهالات الناتجة عن فقدان الدهون أو تغير في توزيع الأنسجة، يمكن أن يساعد الفيلرز في تحسين المظهر العام تحت العين وإضفاء إشراقة.

5. إعادة شباب اليدين

يُستخدم الفيلرز أحيانًا لإخفاء الأوردة والعظام الظاهرة في اليدين لدى كبار السن عبر إعادة الامتلاء الطبيعي للبشرة.


استخدامات طبية أخرى للفيلرز

  1. علاج الندبات الغائرة: يساعد الفيلرز على رفع الأنسجة الغائرة في الندوب الناتجة عن حب الشباب أو الجروح.

  2. تصحيح بعض التشوهات الخلقية: مثل تسطيح الأنف المعوج أو تحسين تماثل ملامح الوجه.

  3. تحسين جودة الجلد: بعض أنواع الفيلرز الحديثة تعمل على تحسين ملمس البشرة وترطيبها العميق، خصوصًا تلك التي تحتوي على حمض الهيالورونيك منخفض الكثافة.


الفرق بين الفيلرز والبوتوكس

وجه المقارنة الفيلرز البوتوكس
آلية العمل يملأ الفراغات تحت الجلد يرخي العضلات المتشنجة
الاستخدام الرئيسي إزالة التجاعيد الثابتة، إضافة حجم إزالة التجاعيد التعبيرية
النتائج فورية غالبًا تظهر خلال أيام
مدة المفعول من 6 أشهر إلى سنتين من 3 إلى 6 أشهر
المواد المستخدمة حمض الهيالورونيك، الكالسيوم، حمض بولي لاكتيك توكسين البوتولينوم

خطوات الإجراء

  1. التحضير والتقييم

    يبدأ الطبيب بتقييم الحالة وتحديد المناطق التي تحتاج إلى تعبئة. تُؤخذ صور قبل الإجراء للمقارنة لاحقًا.

  2. التخدير الموضعي

    تُستخدم كريمات مخدرة أو حقن تخدير موضعي حسب حساسية المنطقة.

  3. الحقن

    باستخدام إبرة دقيقة أو كانيولا، يُحقن الفيلرز في طبقات الجلد أو تحت الجلد، حسب نوع الفيلرز والمنطقة المستهدفة.

  4. التدليك الخفيف

    يقوم الطبيب بتدليك المنطقة برفق لتوزيع المادة بشكل متساوٍ.

  5. المتابعة والمراقبة

    يُطلب من المريض تجنب بعض الأنشطة مثل التعرض للشمس، أو الحرارة الشديدة، أو الضغط على المنطقة المحقونة.


الآثار الجانبية المحتملة

رغم أن الفيلرز آمنة نسبيًا عند استخدامها من قبل مختصين، إلا أن هناك بعض الآثار الجانبية التي قد تظهر، وتشمل:

  • التورم المؤقت والاحمرار

  • ظهور كدمات خفيفة في موقع الحقن

  • الشعور بعدم التماثل أو التحجر المؤقت

  • الالتهاب أو العدوى في حالات نادرة

  • الحساسية أو التفاعل مع المادة المحقونة

  • انسداد الأوعية الدموية (أخطر المضاعفات) ويؤدي إلى نخر الأنسجة إذا لم يُعالج فورًا


موانع الاستخدام

  • الحمل أو الرضاعة الطبيعية

  • وجود التهابات أو أمراض جلدية نشطة في منطقة الحقن

  • وجود تاريخ للحساسية الشديدة أو الحساسية من مكونات الفيلرز

  • اضطرابات تجلط الدم أو تناول أدوية مميعة


نصائح ما قبل الإجراء

  • تجنب تناول الأسبرين أو الإيبوبروفين أو أي مميعات للدم قبل أسبوع من الإجراء

  • التوقف عن شرب الكحول قبل الإجراء بيومين على الأقل

  • إبلاغ الطبيب بالتاريخ الطبي الكامل


نصائح ما بعد الإجراء

  • عدم لمس أو فرك منطقة الحقن لمدة 24 ساعة

  • تجنب التمارين الرياضية الشاقة ليوم أو يومين

  • تجنب الحرارة المرتفعة (مثل حمامات البخار) لمدة 48 ساعة

  • متابعة الطبيب في حال ظهور كدمات شديدة أو ألم مستمر


مدة فعالية الفيلرز

تتراوح مدة فعالية الفيلرز بحسب نوع المادة، والمنطقة التي تم حقنها، وعوامل أخرى مثل عمر المريض ونمط حياته. وعادة ما تدوم النتائج ما بين 6 إلى 18 شهرًا، وقد تصل إلى عامين أو أكثر في بعض الأنواع الدائمة أو شبه الدائمة.


التكلفة والتوافر

تختلف تكلفة الفيلرز حسب البلد، المادة المستخدمة، وخبرة الطبيب. وغالبًا ما تُحسب التكلفة بحسب “الحقنة” الواحدة أو عدد الجلسات. وفي البلدان العربية، تبدأ الأسعار عادة من 150 إلى 600 دولار أمريكي للجلسة الواحدة.


الاتجاهات الحديثة في عالم الفيلرز

مع التطور العلمي والتكنولوجي في الطب التجميلي، ظهرت تقنيات جديدة تشمل:

  • فيلرز الهيدروجين: مواد جديدة توفر ترطيبًا عاليًا وتساعد على تجديد البشرة.

  • الفيلرز الحيوي Bio-filler: تُستخلص من دم المريض نفسه وتُحقن بعد معالجتها، لتقليل التفاعلات والتحسس.

  • الميزوفيلرز: مزيج بين الفيلر والميزوثيرابي، لتحسين نوعية البشرة إلى جانب التعبئة.


الخلاصة

الفيلرز تمثل حلاً آمنًا وفعالًا لكثير من مشكلات التجميل المرتبطة بالتقدم في العمر، وفقدان الحجم، والتجاعيد، عندما تُستخدم وفق معايير طبية دقيقة وتحت إشراف مختصين مؤهلين. وتبقى أهم عوامل النجاح هي الدقة في اختيار المادة، وخبرة الطبيب، ووعي المريض بتوقعات النتائج والمخاطر.


المراجع:

  1. American Society of Plastic Surgeons – https://www.plasticsurgery.org

  2. Mayo Clinic – Dermal Fillers Overview – https://www.mayoclinic.org/tests-procedures/dermal-fillers