الفرق بين نزلات البرد والأنفلونزا

كيف نفرق بين نزلات البرد وأنفلونزا الخنازير؟

يعد التمييز بين نزلات البرد العادية وأنفلونزا الخنازير أمرًا ضروريًا لتحديد العلاج المناسب والوقاية من المضاعفات المحتملة. على الرغم من أن الأعراض قد تتشابه في بعض الأحيان، إلا أن هناك فروقًا جوهرية يمكن من خلالها التفريق بين الحالتين. في هذا المقال، سنتناول الفرق بين نزلة البرد وأنفلونزا الخنازير من حيث الأعراض، والمدة الزمنية، وطرق العلاج، وأسباب الإصابة، والتدابير الوقائية.

1. التعريف بالمرضين

نزلات البرد هي عدوى تنفسية تحدث بسبب العديد من الفيروسات، أشهرها فيروس “الرشح” أو فيروس “الرينو”. تحدث غالبًا في فصول الشتاء وتتميز بأنها أقل شدة من الأنفلونزا.

أما أنفلونزا الخنازير فهي نوع من أنواع الأنفلونزا الموسمية التي تسببها سلالة من فيروسات الأنفلونزا من نوع A H1N1. وهي تعتبر أكثر شدة من نزلات البرد العادية وقد تكون مهددة للحياة في بعض الحالات، خاصة إذا أصابت الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.

2. أعراض نزلات البرد وأنفلونزا الخنازير

تتشابه بعض أعراض نزلات البرد وأنفلونزا الخنازير، ولكن يوجد أيضًا العديد من الفروق التي تميز بين الحالتين. سنعرض فيما يلي أبرز الأعراض لكل منهما:

أعراض نزلات البرد:

• احتقان الأنف وسيلان الأنف: من أبرز الأعراض المصاحبة لنزلات البرد.

• العطس: يتكرر بشكل مستمر.

• السعال: يكون خفيفًا أو غير متكرر.

• التهاب الحلق: قد يكون خفيفًا ويختفي خلال أيام قليلة.

• الحمى: قد تكون خفيفة أو غائبة تمامًا.

• الصداع: نادرًا ما يكون حادًا، ويقتصر على ألم خفيف.

• الإرهاق: لا يكون شديدًا، ويمكن للشخص استكمال أنشطته اليومية.

أعراض أنفلونزا الخنازير:

• الحمى المرتفعة: واحدة من أبرز العلامات التي تميز أنفلونزا الخنازير، حيث تصل درجة الحرارة إلى 39 درجة مئوية أو أكثر.

• القشعريرة والتعرق الشديد: يصاب الشخص بحالة من القشعريرة المفاجئة ثم يتعرق بشكل مفرط.

• التعب الشديد والإرهاق: يكون شديدًا لدرجة أن الشخص قد لا يكون قادرًا على أداء الأنشطة اليومية.

• السعال الجاف: يمكن أن يصبح السعال شديدًا وقويًا.

• الصداع الحاد: يعد من الأعراض البارزة في حالات أنفلونزا الخنازير.

• آلام في العضلات والمفاصل: يشعر المصاب بآلام شديدة في الجسم بالكامل.

• التهاب الحلق: يرافق الأعراض بشكل أكبر من نزلة البرد.

• غثيان وقئ أو إسهال: قد يعاني بعض المصابين من أعراض معوية مثل الغثيان والإسهال، وهي أقل شيوعًا في نزلات البرد.

3. الفروق الزمنية في بداية الأعراض والمدة

نزلة البرد:

تبدأ أعراض نزلات البرد بشكل تدريجي، حيث يبدأ الشخص في الشعور بعدم الراحة في الحلق أو احتقان الأنف، ويستمر المرض عادةً بين 3 إلى 7 أيام. وفي بعض الحالات قد تستمر الأعراض مثل السعال الخفيف لمدة أطول ولكن من دون أن تتدهور الحالة.

أنفلونزا الخنازير:

تبدأ الأعراض بشكل مفاجئ، حيث يعاني الشخص من قشعريرة شديدة، وارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة، وتعب شديد. قد تزداد شدة الأعراض خلال 2 إلى 3 أيام، ويمكن أن تستمر الأعراض لمدة تتراوح بين أسبوع إلى أسبوعين. في بعض الحالات، قد تتسبب أنفلونزا الخنازير في مضاعفات خطيرة مثل الالتهاب الرئوي.

4. السبب وراء الإصابة

نزلات البرد:

تنشأ بسبب مجموعة واسعة من الفيروسات، ولكن الفيروس الأكثر شيوعًا هو “الرينو فيرس”. ينتقل هذا الفيروس من شخص إلى آخر عبر الهواء أو عن طريق لمس الأسطح الملوثة.

أنفلونزا الخنازير:

تسببها سلالة H1N1 من فيروسات الأنفلونزا A. وعلى الرغم من أن الفيروس كان مرتبطًا في البداية بالخنازير، إلا أنه يمكن أن ينتقل من شخص لآخر تمامًا مثل الأنفلونزا الموسمية. تنتقل العدوى عادةً من خلال السعال والعطس أو عبر الاتصال المباشر مع الأسطح الملوثة.

5. طرق العلاج والوقاية

علاج نزلات البرد:

• لا يوجد علاج مباشر: حيث يقتصر العلاج على تخفيف الأعراض مثل استخدام مسكنات للألم مثل “الباراسيتامول” أو مضادات الهيستامين لتخفيف الاحتقان.

• الراحة والترطيب: من أهم العلاجات البسيطة التي يمكن أن تخفف من الأعراض.

علاج أنفلونزا الخنازير:

• الأدوية المضادة للفيروسات: مثل “أوسيلتاميفير” (Tamiflu) و”زاناميفير” (Relenza) والتي قد تساعد في تقليل شدة المرض إذا تم تناولها في بداية ظهور الأعراض.

• العلاج الداعم: يشمل الراحة والراحة مع تناول الكثير من السوائل. في حالات شديدة، قد يحتاج المصاب إلى دخول المستشفى للحصول على دعم تنفسي أو علاج ضد الالتهاب الرئوي.

الوقاية من نزلات البرد:

• غسل اليدين بشكل متكرر.

• تجنب الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين.

• استخدام المناديل الورقية عند العطس.

الوقاية من أنفلونزا الخنازير:

• التطعيم ضد الأنفلونزا: يمكن أن يساعد في الوقاية من أنفلونزا الخنازير.

• التقليل من التجمعات الحاشدة في فصل الشتاء.

• غسل اليدين بشكل متكرر.

6. الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات

نزلات البرد:

• عادةً ما تكون نزلات البرد غير خطيرة إلا في حالات معينة مثل وجود أمراض مزمنة أو ضعف في المناعة.

أنفلونزا الخنازير:

• الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة أو أمراض مزمنة مثل مرض السكري أو أمراض القلب، وكذلك الحوامل وكبار السن، هم أكثر عرضة للمضاعفات الخطيرة.

7. الخلاصة

التمييز بين نزلات البرد وأنفلونزا الخنازير يتطلب الانتباه إلى التفاصيل الدقيقة في الأعراض وسرعة ظهورها وشدتها. بينما نزلات البرد غالبًا ما تكون أكثر اعتدالًا وأقل خطورة، فإن أنفلونزا الخنازير قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح. معرفة الفروق بين هذين المرضين يمكن أن يساعد في اتخاذ القرارات الصحيحة بشأن العلاج والوقاية، مما يسهم في الحد من انتشار العدوى.