الفرق بين تحليل السكر العادي والتراكمي

الفرق بين تحليل السكر العادي والتراكمي:

يعتبر مرض السكري من الأمراض المزمنة التي تؤثر على حياة الملايين من الأشخاص حول العالم. يتطلب إدارة مرض السكري مراقبة مستمرة لمستوى السكر في الدم، ويتوفر العديد من التحاليل الطبية التي تساعد الأطباء في متابعة حالة المرضى وتقييم العلاج المناسب. من بين هذه التحاليل، يعد تحليل السكر العادي وتحليل السكر التراكمي من أهم التحاليل المستخدمة بشكل دوري لتقييم مستويات السكر في الدم. ولكن ما هو الفرق بين هذين التحليلين؟ وكيف يساهم كل منهما في تشخيص السكري ومراقبته؟

في هذا المقال، سنستعرض الفرق بين تحليل السكر العادي وتحليل السكر التراكمي من حيث الطريقة، والغرض، والمزايا، وأهمية كل منهما في تشخيص وعلاج مرض السكري.

1. ما هو تحليل السكر العادي؟

تحليل السكر العادي (أو تحليل سكر الدم العشوائي) هو اختبار يقيس مستوى الجلوكوز (السكر) في الدم في وقت محدد، سواء كنت قد تناولت الطعام أم لا. هذا التحليل يتم في أي وقت خلال اليوم، ولا يتطلب تحضيرًا خاصًا مثل الصيام أو تناول وجبة معينة قبل التحليل.

1.1 طريقة إجراء التحليل

يتم إجراء تحليل السكر العادي من خلال أخذ عينة دم من المريض. قد يتم سحب العينة من الإصبع باستخدام جهاز قياس سكر الدم المحمول (أو جهاز الجلوكومتر)، أو من الوريد في مختبر التحاليل. يعتمد الاختبار على قياس كمية الجلوكوز في الدم في الوقت الذي يتم فيه سحب العينة.

1.2 متى يتم إجراء تحليل السكر العادي؟

عادة ما يتم إجراء تحليل السكر العادي في الحالات التالية:

• في فحص روتيني لمراقبة مستويات السكر لدى الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالسكري (مثل الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للمرض أو زيادة الوزن).

• عندما تظهر على الشخص أعراض مرض السكري مثل العطش المفرط، التبول المتكرر، فقدان الوزن المفاجئ، أو التعب الشديد.

• في تقييم المرضى الذين يعانون من مرض السكري لتحديد ما إذا كانت مستويات السكر في الدم تحت السيطرة أو لا.

1.3 النتائج الطبيعية وتحليل السكر العادي

تتراوح نتائج تحليل السكر العادي عند الأشخاص الأصحاء بشكل عام بين 70 و 100 مليغرام/ديسيلتر (ملغم/ديسيلتر) في حالة الصيام. لكن إذا كانت مستويات السكر في الدم مرتفعة أو منخفضة بشكل غير طبيعي، فإن الطبيب سيقرر ما إذا كان الشخص يعاني من مرض السكري أو من حالة أخرى تتطلب العلاج.

2. ما هو تحليل السكر التراكمي (Hba1c)؟

تحليل السكر التراكمي، الذي يُعرف أيضًا باسم اختبار HbA1c، هو اختبار يقيس متوسط مستويات الجلوكوز في الدم خلال فترة زمنية تتراوح من 2 إلى 3 أشهر. يُعتبر هذا التحليل مؤشراً على مدى السيطرة على مرض السكري على المدى الطويل. يختلف عن تحليل السكر العادي في أنه يقيس مستوى الجلوكوز في الدم على مدى فترة زمنية طويلة بدلاً من قياسه في لحظة معينة.

2.1 طريقة إجراء التحليل

يتم في تحليل السكر التراكمي قياس نسبة الجلوكوز المرتبط بهيموغلوبين الدم (HbA1c)، وهو البروتين الذي يحمل الأوكسجين في الدم. عندما يتفاعل الجلوكوز مع الهيموغلوبين في الدم، يتشكل ما يُسمى بـ “هيموغلوبين السكري” أو HbA1c. يعكس هذا المركب مدى تأثير الجلوكوز على الجسم على مدار أشهر، مما يساعد في تحديد مدى السيطرة على مستويات السكر في الدم.

2.2 متى يتم إجراء تحليل السكر التراكمي؟

يتم إجراء تحليل السكر التراكمي في الحالات التالية:

• لتشخيص مرض السكري أو متلازمة ما قبل السكري.

• لمراقبة مستويات السكر في الدم على المدى الطويل لدى الأشخاص الذين تم تشخيصهم بالفعل بمرض السكري.

• لتقييم فعالية العلاج وتحديد ما إذا كان المريض يحتاج إلى تغيير في الأدوية أو نظام الغذاء والتمارين الرياضية.

2.3 النتائج الطبيعية وتحليل السكر التراكمي

تتراوح نسبة HbA1c الطبيعية للأشخاص الأصحاء عادة بين 4% و 5.6%. إذا كانت النسبة بين 5.7% و 6.4%، فإن الشخص قد يكون معرضًا لخطر الإصابة بمرض السكري (حالة ما قبل السكري). أما إذا كانت النسبة 6.5% أو أعلى، فهذا يشير إلى وجود مرض السكري.

3. الفرق بين تحليل السكر العادي والسكر التراكمي

الاختلافات بين تحليل السكر العادي وتحليل السكر التراكمي تتمثل في عدة جوانب رئيسية تشمل:

3.1 الهدف من التحليل

• تحليل السكر العادي: يهدف إلى قياس مستوى الجلوكوز في الدم في وقت معين، سواء كان ذلك أثناء الصيام أو بعد تناول الطعام.

• تحليل السكر التراكمي: يهدف إلى قياس المتوسط العام لمستوى الجلوكوز في الدم على مدار فترة تتراوح من 2 إلى 3 أشهر، ويُستخدم بشكل رئيسي لمراقبة السيطرة على مرض السكري.

3.2 الوقت الذي يتم فيه التحليل

• تحليل السكر العادي: يتم إجراء هذا التحليل في وقت معين، ويمكن أن يكون بعد تناول الطعام أو قبل تناوله.

• تحليل السكر التراكمي: يتم إجراء هذا التحليل بغض النظر عن وقت الطعام، وهو يعكس مدى التحكم في مستويات الجلوكوز في الدم على مدى فترة زمنية طويلة.

3.3 الاستجابة للحالة الغذائية

• تحليل السكر العادي: يمكن أن تتأثر نتائجه بشكل كبير بما إذا كان الشخص قد تناول الطعام أو لا. في حال تناول الشخص وجبة ثقيلة، قد تظهر قراءة مرتفعة للسكر.

• تحليل السكر التراكمي: لا يتأثر هذا التحليل بتناول الطعام أو الصيام، لأنه يقيس الجلوكوز على مدى فترة طويلة.

3.4 استخدام التحليل في التشخيص

• تحليل السكر العادي: يُستخدم عادةً لتشخيص السكري في الحالات التي تظهر فيها أعراض حادة، مثل العطش المفرط أو التبول المتكرر.

• تحليل السكر التراكمي: يُستخدم بشكل رئيسي لمراقبة مستويات السكر على المدى الطويل، وهو أحد المعايير المستخدمة في تشخيص مرض السكري وكذلك في تقييم فعالية العلاج للمرضى المصابين.

3.5 الوقت المستغرق للحصول على النتائج

• تحليل السكر العادي: يمكن الحصول على نتائج هذا التحليل في وقت قصير، في غضون دقائق إذا تم باستخدام جهاز الجلوكومتر، أو في غضون ساعات إذا تم في المختبر.

• تحليل السكر التراكمي: يستغرق عادةً بضع ساعات للحصول على النتائج في المختبر.

4. أهمية كلا التحليلين في علاج مرض السكري

كلا التحليلين يعتبران من الأدوات المهمة في إدارة مرض السكري. في حين أن تحليل السكر العادي يساعد في تشخيص السكري بشكل فوري وسريع، فإن تحليل السكر التراكمي يوفر فهماً أعمق حول كيفية تفاعل الجسم مع الجلوكوز على المدى الطويل.

تحليل السكر العادي يساعد في اتخاذ قرارات فورية بشأن العلاج، خاصة في الحالات الحادة، بينما تحليل HbA1c يوفر رؤى أوسع بشأن مدى فعالية العلاجات الحالية والمساعدة في تحديد الحاجة إلى تغيير النظام الغذائي أو الأدوية.

5. الخلاصة

تحليل السكر العادي وتحليل السكر التراكمي هما أداتان هامتان في متابعة وتقييم مستويات السكر في الدم، لكنهما يختلفان في الطريقة التي يتم بها التحليل، والوقت الذي يتم فيه، والأهداف التي يخدمانها. في حين يساعد التحليل العادي في قياس السكر في لحظة معينة، يوفر التحليل التراكمي صورة أكثر شمولية عن كيفية التحكم في مستويات السكر على المدى الطويل. لكل منهما دور حيوي في تشخيص السكري ومتابعته، مما يساعد الأطباء والمرضى في اتخاذ القرارات المناسبة لإدارة المرض بشكل فعال.