الفرق بين البروتوكولات الموجهة والموجهة

الفرق بين البروتوكولات الموجهة (Routed Protocols) والبروتوكولات الموجهة (Routing Protocols)

تعد الشبكات من العناصر الأساسية في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وهي تشكل العمود الفقري للكثير من التطبيقات الحديثة. في مجال الشبكات، تتطلب الإدارة الفعالة والتوجيه الدقيق للبيانات استخدام مجموعة من البروتوكولات المتخصصة. من بين هذه البروتوكولات، نجد أن هناك نوعين رئيسيين يتمثلان في البروتوكولات الموجهة (Routed Protocols) و البروتوكولات الموجهة (Routing Protocols)، ولكل منهما دور حيوي في عملية نقل البيانات عبر الشبكات. ورغم أن كلا النوعين يرتبطان ارتباطًا وثيقًا إلا أن هناك فرقًا كبيرًا في وظيفتهما وآلية عملهما.

أولًا: البروتوكولات الموجهة (Routed Protocols)

البروتوكولات الموجهة هي تلك البروتوكولات التي تتحمل مسؤولية نقل البيانات بين الأجهزة المختلفة عبر شبكة معينة، فهي المسؤولة عن تحديد الطريقة التي يتم بها توجيه البيانات من مصدر إلى وجهتها النهائية. عندما نستخدم مصطلح “البروتوكولات الموجهة”، نحن نشير إلى البروتوكولات التي تنظم كيفية حركة البيانات عبر الشبكة بعد تحديد المسارات المناسبة لها.

من أمثلة البروتوكولات الموجهة الشهيرة:

• IP (Internet Protocol): هو البروتوكول الأكثر شهرة في الشبكات، ويعمل على تحديد العنوان الفريد لكل جهاز متصل بالشبكة (IP Address)، ويعتبر حجر الزاوية في بناء الشبكات الحديثة. وهو مسؤول عن توجيه حزم البيانات عبر الشبكة باستخدام المعلومات الموجودة في رأس الحزمة (Packet Header).

• IPX (Internetwork Packet Exchange): كان يستخدم في شبكات Novell ولكنه أصبح أقل شيوعًا في الشبكات الحديثة. يتشابه مع IP إلى حد ما في وظيفته.

• AppleTalk: كان يستخدم في شبكات Apple في الماضي لنقل البيانات بين أجهزة Apple المختلفة.

دور البروتوكولات الموجهة:

البروتوكولات الموجهة تقوم بتحديد كيفية تقسيم البيانات إلى حزم (Packets)، ثم إرسال تلك الحزم عبر الشبكة. حيث يتعامل كل جهاز في الشبكة مع البيانات على أساس هذا البروتوكول، ويمتلك كل جهاز عنوانًا فريدًا يساعده في إرسال واستقبال البيانات عبر الشبكة. يعد هذا البروتوكول أساسيًا في تحديد كيفية وصول البيانات إلى وجهتها النهائية.

ثانياً: البروتوكولات الموجهة (Routing Protocols)

على النقيض من البروتوكولات الموجهة، فإن البروتوكولات الموجهة هي بروتوكولات تُستخدم في أجهزة التوجيه (Routers) لضمان التوجيه الصحيح لحزم البيانات عبر الشبكة. وظيفة هذه البروتوكولات هي تحديد الطريق الأمثل الذي يجب على البيانات أن تسلكه للوصول إلى وجهتها عبر مجموعة من الروترات.

البروتوكولات الموجهة لا تتعامل مع البيانات نفسها بل مع الطرق (مسارات التوجيه)، لذا يتم استخدامها فقط في أجهزة التوجيه وليس في أجهزة الكمبيوتر الشخصية أو الخوادم. يتم تحديد طرق التوجيه بناءً على مجموعة من المعايير مثل التكلفة، التأخير، أو العرض الترددي. كما أن هذه البروتوكولات تتعامل مع جداول التوجيه (Routing Tables) التي تحتوي على معلومات حول المسارات المتاحة.

من أمثلة البروتوكولات الموجهة الشهيرة:

• RIP (Routing Information Protocol): هو بروتوكول قديم ولكنه لا يزال يستخدم في بعض الشبكات. يعتمد على مفهوم “العدد القفزات” (Hop Count) لتحديد المسار الأنسب للبيانات، حيث يعتبر أن المسار الذي يحتوي على أقل عدد من الأجهزة الوسيطة هو الأفضل.

• OSPF (Open Shortest Path First): هو بروتوكول يستخدم في الشبكات الكبيرة. يعتمد على خوارزميات أكثر تعقيدًا لتحديد أقصر مسار باستخدام مبدأ “المنهج المباشر” (Shortest Path First – SPF).

• BGP (Border Gateway Protocol): يُستخدم بشكل رئيسي في الشبكات التي تربط بين مزودي الخدمة (Internet Service Providers – ISPs). بفضل القدرة على التعامل مع مسارات معقدة، يعد هذا البروتوكول أساسيًا في توجيه حركة الإنترنت على مستوى الإنترنت العالمي.

دور البروتوكولات الموجهة:

البروتوكولات الموجهة تُستخدم لتبادل معلومات التوجيه بين أجهزة التوجيه، والتي بدورها تحدد أفضل طريق لتوجيه حركة البيانات عبر الشبكة. على الرغم من أن البروتوكولات الموجهة لا تتحكم مباشرة في نقل البيانات، فإنها تلعب دورًا حاسمًا في ضمان وصول البيانات من المصدر إلى الوجهة بأعلى كفاءة.

الفرق بين البروتوكولات الموجهة والبروتوكولات الموجهة:

1. الوظيفة الأساسية:

• البروتوكولات الموجهة (Routed Protocols): تتحكم في كيفية تقسيم البيانات وتوجيهها بين الأجهزة في الشبكة، مع تحديد المسار الذي سيسلكه كل جزء من البيانات.

• البروتوكولات الموجهة (Routing Protocols): تتحكم في كيفية تحديد المسار الذي يجب أن تسلكه البيانات عبر الشبكة باستخدام أجهزة التوجيه، دون أن تتعامل مع البيانات نفسها.

2. المسؤولية:

• البروتوكولات الموجهة مسؤولة عن نقل البيانات بين الأجهزة في الشبكة بناءً على العنوان الفريد (مثل عنوان IP).

• البروتوكولات الموجهة مسؤولة عن إدارة وتوجيه حركة البيانات بين أجهزة التوجيه عبر الشبكة.

3. استخدام الأجهزة:

• البروتوكولات الموجهة تُستخدم في جميع الأجهزة المتصلة بالشبكة مثل الكمبيوترات، الخوادم، وأجهزة الإنترنت.

• البروتوكولات الموجهة تُستخدم فقط في أجهزة التوجيه (Routers) لضمان وصول البيانات عبر المسارات الأمثل.

4. التركيب الفني:

• البروتوكولات الموجهة تعمل على تحديد كيفية تقسيم البيانات إلى حزم وتخصيص العنوان المناسب لكل جهاز في الشبكة.

• البروتوكولات الموجهة تعتمد على خوارزميات وتحديثات مستمرة للجدول التوجيهي داخل أجهزة التوجيه لتحديد أفضل مسار للبيانات.

مثال توضيحي للفرق بين البروتوكولات الموجهة والموجهة:

افترض أن هناك شبكة معقدة تحتوي على عدة أجهزة متصلة ببعضها البعض عبر مجموعة من أجهزة التوجيه. عندما يقوم جهاز كمبيوتر A بإرسال بيانات إلى جهاز كمبيوتر B، فإن البروتوكول الموجه (مثل IP) يقوم بتقسيم البيانات إلى حزم وتحديد العنوان المناسب لجهاز الكمبيوتر B. ومع ذلك، يظل الطريق الذي يجب أن تسلكه هذه الحزم عبر الشبكة غير معروف في البداية.

هنا يأتي دور البروتوكول الموجه مثل OSPF أو RIP داخل أجهزة التوجيه. حيث أن هذه البروتوكولات ستحدد المسار الأمثل الذي يجب أن تسلكه حزم البيانات عبر الشبكة للوصول إلى جهاز الكمبيوتر B. وبالتالي، تقوم أجهزة التوجيه بتحديث جداول التوجيه بشكل مستمر لضمان أن البيانات تسلك الطريق الأكثر كفاءة.

الخلاصة:

يمكننا تلخيص الفرق بين البروتوكولات الموجهة والبروتوكولات الموجهة في أن الأولى تتحمل مسؤولية تقسيم وتحديد مسار البيانات عبر الشبكة بناءً على العناوين الفريدة لكل جهاز، في حين أن الثانية مسؤولة عن تحديد أفضل مسار عبر أجهزة التوجيه لضمان وصول البيانات إلى وجهتها النهائية بكفاءة.