الفرق بين البحث العلمي النظري والبحث العلمي التطبيقي
البحث العلمي هو الأسلوب الذي يعتمد عليه العلماء والباحثون لاستكشاف المعرفة وإجراء الدراسات التي تساهم في تطوير المجالات العلمية المختلفة. يتنوع البحث العلمي حسب أهدافه وطبيعته، وهو ينقسم إلى نوعين رئيسيين: البحث العلمي النظري والبحث العلمي التطبيقي. على الرغم من أنهما يتفقان في أنهما يستخدمان المنهج العلمي للحصول على نتائج دقيقة ومبنية على الأدلة، إلا أن هناك اختلافات كبيرة بينهما في الأسلوب والهدف والتطبيقات العملية. في هذا المقال، سنستعرض الفرق بين البحث العلمي النظري والبحث العلمي التطبيقي بشكل مفصل، من خلال استعراض خصائص كل منهما، أهدافهما، وأهميتهما في تقدم العلم والمجتمع.
أولاً: تعريف البحث العلمي النظري
البحث العلمي النظري هو نوع من البحث الذي يركز على تطوير الأفكار والمفاهيم والنظريات التي تفسر ظواهر معينة دون الحاجة إلى تطبيق هذه النظريات عمليًا. يهدف البحث النظري إلى توسيع قاعدة المعرفة في مجال معين من خلال استكشاف المفاهيم الأساسية والنظريات التي قد تساهم في تفسير الواقع أو الظواهر الطبيعية والاجتماعية. يعتمد الباحث في هذا النوع من البحث على تحليل البيانات والمعلومات المتاحة، كما يستند إلى الأدلة التجريبية والنظريات القائمة لتطوير أو تعديل الفرضيات أو المبادئ.
خصائص البحث العلمي النظري
-
التركيز على الفهم النظري: الهدف الأساسي من البحث النظري هو فحص وتطوير الفهم العلمي للمفاهيم والنظريات. فهو لا يهدف إلى حل مشكلة عملية أو تقديم حلول مباشرة، بل يسعى لتفسير الظواهر وفهمها من خلال المبادئ النظرية.
-
استخدام الأدلة القائمة: يعتمد البحث النظري على الأدلة والتفسيرات المتاحة من الدراسات السابقة والأبحاث المنشورة، مما يساعد على تطوير المعرفة في مجال معين.
-
الابتعاد عن التطبيق العملي: في البحث النظري، لا يتم التركيز على تطبيق النتائج في الحياة اليومية أو في المجالات العملية، بل على تطوير المعرفة الأكاديمية.
-
التطوير المستمر للنظريات: قد يساهم البحث النظري في تحسين أو تطوير النظريات القائمة، أو حتى تقديم مفاهيم ونظريات جديدة.
أهداف البحث العلمي النظري
-
توسيع المعرفة العلمية: يهدف البحث النظري إلى توسيع الفهم النظري للظواهر والمفاهيم في مجال معين.
-
إنتاج أو تعديل النظريات: يسعى الباحثون من خلال هذا النوع من البحث إلى إنتاج أو تعديل النظريات العلمية المتاحة، التي تساهم في تفسير الواقع بشكل أعمق.
-
استكشاف العلاقات بين المتغيرات: في بعض الأحيان، يركز البحث النظري على اكتشاف العلاقات بين مختلف المتغيرات والعوامل التي قد تؤثر في ظاهرة معينة.
أمثلة على البحث العلمي النظري
-
دراسة فلسفة الأخلاق وتطوير النظرية الأخلاقية.
-
استكشاف العلاقة بين الذكاء والقدرة العقلية في علم النفس.
-
تطوير نظريات فيزياء الجسيمات
