الفرق بين البث العام والموجه

الفرق بين ال Directed Broadcast وال General Broadcast في الشبكات

في عالم الشبكات الحديثة، تُعتبر آلية البث (Broadcasting) من الأساسيات التي تساهم في عملية الاتصال بين الأجهزة على الشبكة. تتيح هذه الآلية إرسال البيانات إلى مجموعة من الأجهزة في وقت واحد بدلاً من إرسالها بشكل فردي إلى كل جهاز على حدة. يُمكن تصنيف البث إلى نوعين رئيسيين هما: البث العام (General Broadcast) و البث الموجه (Directed Broadcast). على الرغم من أن كلاً من النوعين يتشابه في الأساسيات، إلا أن هناك فرقاً جوهرياً بينهما في كيفية وآلية العمل. في هذا المقال، سوف نتناول الفرق بين ال Directed Broadcast وال General Broadcast بشكل تفصيلي.

1. تعريف البث العام (General Broadcast)

يُشير البث العام إلى إرسال حزمة بيانات إلى جميع الأجهزة على الشبكة دون استثناء. في حالة البث العام، يتم إرسال البيانات إلى كل جهاز موجود في الشبكة المستهدفة، سواء كان هذا الجهاز في نفس الشبكة الفرعية (subnet) أو في شبكة أخرى. وبشكل أساسي، يُستخدم هذا النوع من البث في الشبكات المحلية (LANs) حيث تكون الأجهزة متصلة بشكل مباشر.

يُعتمد على عنوان البث العام في إرسال الحزم. على سبيل المثال، في IPv4، يُستخدم العنوان الخاص بالبث العام 255.255.255.255 لإرسال حزم بيانات إلى جميع الأجهزة في الشبكة. عند إرسال حزمة عبر هذا العنوان، سيقوم كل جهاز في الشبكة باستلام الحزمة ومعالجتها.

خصائص البث العام:

• يُرسل البيانات إلى جميع الأجهزة في الشبكة.

• يتم استخدامه عادة في الشبكات المحلية.

• لا يراعي العناوين الفرعية أو تقسيمات الشبكة الفرعية.

• يعد غير فعال في الشبكات الكبيرة، حيث قد يؤدي إلى ازدحام الشبكة.

2. تعريف البث الموجه (Directed Broadcast)

على الرغم من أن البث العام يرسل الحزم إلى جميع الأجهزة على الشبكة، فإن البث الموجه يختلف بشكل جوهري من حيث أنه يرسل الحزم إلى جميع الأجهزة داخل شبكة فرعية معينة (subnet) وليس إلى جميع الأجهزة في الشبكة ككل. في البث الموجه، يتم إرسال الحزمة إلى عنوان خاص بنطاق معين من الشبكة (subnet), بحيث تستقبل الأجهزة الموجودة فقط ضمن هذه الشبكة الفرعية البيانات.

في البث الموجه، يُستخدم العنوان الفرعي المحدد للمجموعة من الأجهزة المستهدفة. على سبيل المثال، في IPv4، إذا كانت الشبكة الفرعية هي 192.168.1.0/24، فإن العنوان 192.168.1.255 سيكون عنوان البث الموجه للشبكة الفرعية 192.168.1.0، حيث سيتم إرسال الحزمة إلى كل الأجهزة الموجودة في هذه الشبكة الفرعية فقط.

خصائص البث الموجه:

• يُرسل البيانات إلى جميع الأجهزة في شبكة فرعية معينة فقط.

• لا يتم إرسال البيانات إلى الشبكات الأخرى أو الأجهزة التي تقع خارج نطاق الشبكة الفرعية المستهدفة.

• يُستخدم في الشبكات التي تتضمن تقسيمات فرعية متعددة.

• يعد أكثر كفاءة في الشبكات الكبيرة مقارنة بالبث العام.

3. الفرق في العناوين

أحد الفروق الأساسية بين البث العام و البث الموجه يكمن في نوع العنوان الذي يُستخدم لكل منهما:

• البث العام في IPv4: يتم باستخدام العنوان 255.255.255.255، وهو العنوان الذي يرسل حزم البيانات إلى جميع الأجهزة في الشبكة الفرعية.

• البث الموجه في IPv4: يتم باستخدام عنوان خاص بالجزء الأخير من عنوان الشبكة الفرعية، على سبيل المثال 192.168.1.255 للشبكة الفرعية 192.168.1.0/24. هذا يعني أن البث الموجه لا يرسل البيانات إلى جميع الأجهزة في الشبكة، بل يقتصر على الأجهزة التي تنتمي إلى نفس الشبكة الفرعية.

4. التطبيقات العملية للبث العام والبث الموجه

• البث العام:
  يُستخدم البث العام في العديد من الحالات التي تحتاج إلى إرسال بيانات إلى كل الأجهزة في شبكة معينة. على سبيل المثال، يمكن استخدامه في الشبكات المحلية لاكتشاف الأجهزة المتصلة بالشبكة أو إرسال رسائل إدارة الشبكة. يعتبر هذا النوع من البث مفيدًا في الشبكات التي تتطلب معرفة حالتها أو الإعلان عن تغيير في إعداداتها.

• البث الموجه:
  يُستخدم البث الموجه في الحالات التي تحتاج فيها إلى إرسال بيانات إلى مجموعة من الأجهزة ضمن شبكة معينة فقط. على سبيل المثال، يمكن استخدامه في شبكات الشركات الكبرى أو في الشبكات الفرعية التي تحتاج إلى تبادل المعلومات بشكل محلي داخل كل شبكة فرعية. يوفر البث الموجه طريقة فعّالة لإرسال البيانات إلى عدد محدد من الأجهزة دون التأثير على بقية الشبكة.

5. الفرق من حيث الأداء وكفاءة الشبكة

• البث العام:
  البث العام يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في كفاءة الشبكة، خصوصًا في الشبكات الكبيرة، لأنه يرسل البيانات إلى جميع الأجهزة، مما يؤدي إلى تحميل الشبكة بمزيد من حركة المرور غير الضرورية. قد يتسبب ذلك في تدهور أداء الشبكة، خاصةً إذا كانت الشبكة تحتوي على العديد من الأجهزة.

• البث الموجه:
  البث الموجه أكثر كفاءة من البث العام، لأنه يرسل الحزم إلى الأجهزة في شبكة فرعية معينة فقط. مما يقلل من الزحام في الشبكة ويزيد من سرعة إرسال البيانات. البث الموجه يساهم في تحسين الأداء العام للشبكة عن طريق تحديد الأجهزة المستهدفة وتقليل كمية البيانات غير الضرورية التي يتم إرسالها.

6. دعم البث في IPv6

في شبكة IPv6، لا يُستخدم البث العام كما في IPv4. بدلاً من ذلك، يتم استخدام البث المتعدد (Multicast) أو البث الأحادي (Unicast) للتواصل بين الأجهزة. يعود السبب في ذلك إلى التحسينات التي قدمتها IPv6 لتقليل الضغط على الشبكة وتحسين كفاءة استخدامها.

لكن على الرغم من ذلك، البث الموجه في IPv4 يتم دعمه في IPv6 عبر آلية مشابهة، مع بعض الاختلافات في طريقة التعامل مع العناوين وإدارة الشبكات.

7. الأمان في البث العام والبث الموجه

• البث العام:
  يعتبر البث العام أقل أمانًا نظرًا لأن جميع الأجهزة في الشبكة المستهدفة تتلقى الحزمة المرسلة، حتى إذا لم تكن هذه الأجهزة معنية بالبيانات. هذا يزيد من خطر هجمات التسلل و الاستماع إلى الشبكة (Eavesdropping) من قبل الأجهزة التي قد لا تكون لها علاقة بالمعلومات المرسلة.

• البث الموجه:
  يعد البث الموجه أكثر أمانًا مقارنة بالبث العام لأن البيانات تُرسل إلى أجهزة معينة فقط داخل شبكة فرعية محددة. على الرغم من أنه يمكن أن يظل عرضة لبعض أنواع الهجمات، مثل هجمات اعتراض البيانات داخل الشبكة الفرعية، إلا أنه يوفر درجة من الأمان بفضل تقليص نطاق الأجهزة المستقبلة.

8. الخلاصة

تعتبر آليات البث العام و البث الموجه من الأساليب الأساسية في شبكات الكمبيوتر، ويستخدم كل منها في مواقف مختلفة بناءً على احتياجات الشبكة. البث العام يرسل البيانات إلى جميع الأجهزة في الشبكة، مما يجعله مناسبًا للشبكات الصغيرة ولكنه غير فعال في الشبكات الكبيرة. أما البث الموجه فيستهدف الأجهزة في شبكة فرعية معينة فقط، مما يزيد من كفاءة الشبكة ويساعد في تقليل الازدحام. اختيار النوع المناسب من البث يعتمد بشكل أساسي على حجم الشبكة وحاجاتها الخاصة فيما يتعلق بالكفاءة والأداء.