الفرق بين إفرازات الحمل والدورة

الفرق بين إفرازات الحمل وإفرازات قبل الدورة الشهرية

الإفرازات المهبلية هي ظاهرة طبيعية تحدث لدى جميع النساء في مختلف مراحل حياتهن، وتختلف طبيعتها وكميتها حسب العوامل البيولوجية المختلفة، مثل الدورة الشهرية والحمل. من بين المواقف التي قد تثير القلق أو الارتباك لدى العديد من النساء، هي التمييز بين الإفرازات المهبلية الناتجة عن الحمل والإفرازات التي تسبق الدورة الشهرية. على الرغم من أن كليهما يمكن أن يشترك في بعض الخصائص، إلا أن هناك فروقًا واضحة بينهما يمكن أن تساعد المرأة على تحديد الحالة بشكل أكثر دقة. في هذا المقال، سنتناول الفروق الرئيسية بين إفرازات الحمل وإفرازات قبل الدورة الشهرية، من حيث الشكل، الكمية، والخصائص الأخرى.

1. إفرازات الحمل

إفرازات الحمل هي أحد الأعراض الشائعة التي يمكن أن تظهر في الأسابيع الأولى من الحمل. يتغير الجسم بشكل كبير في هذه الفترة بسبب التغيرات الهرمونية التي تصاحب الحمل. تتسبب هذه التغيرات في زيادة إفراز السوائل من المهبل.

الخصائص الرئيسية لإفرازات الحمل:

• اللون: عادةً ما تكون إفرازات الحمل شفافة أو بيضاء، وتكون في الغالب غير لزجة. قد تميل إلى أن تكون أكثر سمكًا وأقل سيولة مقارنة بالإفرازات التي تظهر خلال الدورة الشهرية.

• الكمية: تتزايد كمية الإفرازات في بداية الحمل بشكل ملحوظ، وقد تجد المرأة نفسها بحاجة لاستخدام الفوط الصحية اليومية. هذه الزيادة في الإفرازات تُعرف بـ “الإفرازات المهبلية الزائدة”.

• الرائحة: عادة ما تكون الإفرازات عديمة الرائحة أو قد تكون لها رائحة خفيفة. في حال كانت هناك رائحة قوية أو كريهة، فهذا قد يشير إلى وجود عدوى مهبلية.

• الوقت: تبدأ إفرازات الحمل عادة بعد الحمل بوقت قصير، أي في الأسابيع الأولى من الحمل، وتستمر طوال فترة الحمل تقريبًا. يمكن أن تزداد كثافة الإفرازات مع تقدم الحمل.

• السبب: يعود السبب الرئيس في هذه الإفرازات إلى زيادة هرمون البروجستيرون الذي يعزز إنتاج الغدد المهبلية للسوائل. كما يعمل هذا الهرمون على زيادة تدفق الدم إلى الأنسجة المهبلية، مما يعزز إفراز السوائل.

• الملمس: غالبًا ما تكون إفرازات الحمل أكثر سمكًا ولزوجة من الإفرازات التي تسبق الدورة الشهرية، وقد تلاحظ المرأة ذلك عند لمسها.

• عدم وجود تهيج أو حكة: في معظم الحالات، لا تصاحب إفرازات الحمل أي أعراض غير مريحة مثل الحكة أو التهيج، وهي تشعر بها المرأة كجزء طبيعي من الحمل.

2. إفرازات قبل الدورة الشهرية

الإفرازات التي تظهر قبل الدورة الشهرية تكون أيضًا جزءًا من التغيرات الهرمونية التي تحدث في جسم المرأة، ولكن هذه الإفرازات تختلف في عدة جوانب عن إفرازات الحمل.

الخصائص الرئيسية لإفرازات قبل الدورة الشهرية:

• اللون: عادة ما تكون إفرازات ما قبل الدورة الشهرية بيضاء أو كريمية، ولكنها قد تلاحظ بعض النساء تغيرات في اللون مع اقتراب الدورة، حيث قد تصبح مائلة إلى اللون الأصفر أو الشفاف. مع اقتراب موعد الدورة الشهرية، قد تلاحظ المرأة زيادة في سمك الإفرازات.

• الكمية: تكون الكمية أقل من إفرازات الحمل، وعادة ما تكون أقل استمرارية. تتزايد هذه الإفرازات في بعض الأحيان مع اقتراب موعد الدورة الشهرية.

• الرائحة: عادة ما تكون الإفرازات قبل الدورة الشهرية عديمة الرائحة أو قد تحتوي على رائحة خفيفة جدًا، لكنها لا تكون قوية أو كريهة.

• الوقت: تظهر إفرازات ما قبل الدورة الشهرية قبل أيام قليلة من موعد الدورة الشهرية. عادة ما تكون أكثر وضوحًا في النصف الثاني من الدورة الشهرية (بعد الإباضة) وتختفي تمامًا عند بداية نزول الدورة.

• السبب: الإفرازات التي تسبق الدورة الشهرية تحدث بسبب التغيرات في هرمونات الجسم، خاصة الهرمونات التي تحفز الإباضة. عندما يتناقص مستوى هرمون الإستروجين ويزداد مستوى هرمون البروجستيرون في النصف الثاني من الدورة، يزداد إنتاج الإفرازات المهبلية.

• الملمس: عادةً ما تكون الإفرازات قبل الدورة الشهرية لزجة قليلاً أو مطاطية. في بعض الحالات، قد تلاحظ المرأة تغيرات في الملمس مع اقتراب الدورة الشهرية.

• الأعراض المرافقة: يمكن أن تصاحب إفرازات ما قبل الدورة الشهرية بعض الأعراض مثل التشنجات البطنية، تغييرات في المزاج، أو الشعور بتورم في الثديين. هذه الأعراض تعتبر من علامات متلازمة ما قبل الدورة الشهرية (PMS).

3. الفروق الرئيسية بين إفرازات الحمل وإفرازات ما قبل الدورة الشهرية

الوقت والمدة:

• إفرازات الحمل: تبدأ عادة بعد انغراس البويضة المخصبة في جدار الرحم، ويمكن أن تستمر طوال فترة الحمل.

• إفرازات ما قبل الدورة: تبدأ عادة قبل أيام قليلة من موعد الدورة الشهرية وتختفي مع بدء الدورة.

الكمية:

• إفرازات الحمل: تكون أكثر وفرة وتستمر طوال فترة الحمل.

• إفرازات ما قبل الدورة: تكون أقل كثافة وتستمر فقط لفترة قصيرة.

اللون والملمس:

• إفرازات الحمل: عادةً ما تكون شفافة أو بيضاء، وأسمك من الإفرازات التي تسبق الدورة الشهرية.

• إفرازات ما قبل الدورة: تكون عادة أكثر لزوجة وأقل سمكًا، وغالبًا ما تتغير إلى كريمية أو صفراء.

الرائحة:

• إفرازات الحمل: لا تحتوي عادة على رائحة قوية.

• إفرازات ما قبل الدورة: تكون في الغالب عديمة الرائحة أو برائحة خفيفة.

الأعراض المرافقة:

• إفرازات الحمل: لا تصاحبها أعراض غير مريحة مثل الحكة أو التهيج.

• إفرازات ما قبل الدورة: قد تصاحبها أعراض أخرى مثل آلام الثدي أو التشنجات.

4. كيفية التمييز بين الإفرازات الخاصة بالحمل والإفرازات التي تسبق الدورة

من أجل التمييز بين الإفرازات الناتجة عن الحمل والإفرازات التي تسبق الدورة الشهرية، يجب على المرأة مراقبة تغيرات جسدها الأخرى. على سبيل المثال، إذا كانت المرأة قد تأخرت دورتها الشهرية عن موعدها المعتاد وكان هناك تأكيد للحمل، فإن الإفرازات قد تكون أحد أولى العلامات. من جهة أخرى، إذا كانت الإفرازات تحدث في منتصف الدورة وكان موعد الدورة على وشك الاقتراب، فقد تكون هذه إفرازات ما قبل الدورة.

5. متى يجب القلق؟

في معظم الحالات، لا تكون الإفرازات المهبلية سببًا للقلق. ومع ذلك، في بعض الحالات، يمكن أن تشير الإفرازات غير العادية إلى وجود مشكلة صحية. إذا كانت الإفرازات مصحوبة بألم أو رائحة كريهة أو دماء غير معتادة، فقد يكون من الضروري استشارة الطبيب للتحقق من وجود عدوى أو حالات صحية أخرى.

الخلاصة:

بينما يمكن أن تبدو إفرازات الحمل وإفرازات ما قبل الدورة الشهرية متشابهة في بعض الأحيان، إلا أن هناك اختلافات هامة في اللون، الكمية، الملمس، والوقت الذي تظهر فيه. من خلال مراقبة هذه التغيرات، يمكن للمرأة التمييز بين الحالتين ومعرفة ما إذا كانت تشهد بداية حمل أم مجرد إفرازات طبيعية تسبق الدورة الشهرية.