“المنقذ من الضلال والموصل إلى ذي العزة والجلال” للكاتب أبو حامد الغزالي يعد من الأعمال الفلسفية والروحانية البارزة التي قدمها الفيلسوف والعالم الإسلامي المعروف. يظهر في هذا الكتاب الذي وضعه الغزالي في أواخر حياته بعد فترة من العزلة الطويلة التي استمرت لمدة عشر سنوات، حيث اتجه فيها نحو دروب الصوفية، ويمكن اعتباره من نتاج فترة نضج فكرية كبيرة، حيث يتجلى ذلك في اعتدال أسلوبه، ووضوح إشارته، وائتلاف معانيه، وتخير ألفاظه.
تميز هذا الكتاب بمحتواه الثري والعميق، حيث قدم الغزالي تحليلاً شاملاً للحالة النفسية التي مر بها خلال لقاءاته بالفرق الصوفية المختلفة، مما أدى إلى تجربة اضطراب نفسي عميقة له. وقد قدم الدكتور جميل صليبا والدكتور كامل عياد تحقيقاً مميزاً لهذا العمل، حيث تميزت دراستهما بالتفاصيل الدقيقة والتحليل العميق، وركزوا على وصف الحالة النفسية التي مر بها الغزالي خلال تلك الفترة، مما جعل القارئ يفهم بعمق عمق التحولات التي مر بها الفيلسوف الكبير.
بلغ عدد صفحات الكتاب 172 صفحة، وقد صدر في عام 2008 عن المعهد العالمي للفكر الإسلامي. وتتضمن أبعاده الفلسفية والروحانية معالجة لمواضيع متنوعة تشمل الفلسفة والديانة والروحانية، مما يجعله قطعة أساسية لفهم التفكير الفلسفي والروحاني في العالم الإسلامي.
يتميز الكتاب أيضاً بأنه يندرج ضمن فئة الفلسفة وفق فرع فكر فلسفي، وهو الفكر الفلسفي الذي يهتم بدراسة الأفكار والتصورات الفلسفية والتأثيرات الثقافية والاجتماعية لها. وبالتالي، فإنه يعد مصدراً مهماً للباحثين والمهتمين بدراسة الفلسفة الإسلامية وتطورها عبر العصور.
باختصار، يُعَدُّ كتاب “المنقذ من الضلال والموصل إلى ذي العزة والجلال” للغزالي عملاً رائعاً يجسد مرحلة النضج الفكري للكاتب، ويقدم تحليلاً عميقاً لتجربته الصوفية والتحولات النفسية التي مر بها، مما يجعله مصدراً ثميناً لفهم الفلسفة الإسلامية والروحانية في فترة معينة من التاريخ الإسلامي.