العراب يعود: استكمال ملحمة الجريمة الكبرى
في عام 2004، أضاف الروائي مارك وينغاردنر بعدًا جديدًا إلى واحدة من أعظم ملحمات الجريمة في الأدب الأميركي من خلال روايته “العراب يعود”، التي تأتي كاستكمال للرواية الشهيرة “العراب” التي كتبها ماريو بوزو. يستكمل وينغاردنر، الذي يشتهر بإبداعاته الأدبية المميزة، سرد السنوات غير المشمولة في كتاب بوزو الشهير أو في الأفلام الكلاسيكية التي أخرجها فرانسيس فورد كوبولا.
تدور أحداث “العراب يعود” في فترة زمنية تبدأ من عام 1955 وتنتهي في عام 1962، حيث يواصل مايكل كورليوني، الذي خرج منتصرًا من صراعات العائلات الإجرامية في نيويورك، جهوده لتوطيد سلطته وتحويل عائلته إلى عالم الأعمال الشرعية. لكن هذه المهمة لا تخلُ من التحديات، حيث يتعين عليه مواجهة خصمه الأكثر خطورة حتى الآن، نيك جيراسي، الذي كان يعمل كحارس في الشارع تحت إمرة كورليوني قبل أن يصبح محاميًا، ويظهر أنه يضاهي مايكل في الذكاء والشر.
تمتاز رواية “العراب يعود” بقدرتها على توسيع عالم “العراب” الأصلي بطريقة تأسر القارئ، حيث تشمل سردها الشخصيات المعروفة من الرواية الأصلية وتستعرض تطورات جديدة في حياتهم. يتم تسليط الضوء على تطورات حياة الشخصيات مثل توم هاجن، المحامي والمستشار للعائلة، الذي يسعى للدخول إلى عالم السياسة في نيفادا بينما يحاول حماية شقيقه؛ وفرانسيسكا كورليوني، ابنة شقيق مايكل الراحل سوني، التي تكتشف فجأة تاريخ عائلتها وتواجه خيارًا صعبًا؛ و دون لويس روسو، رئيس المافيا في شيكاغو، الذي يتظاهر بالجهل لكن لديه طموحات خبيثة للهيمنة على أراضي الكورليوني.
تسرد الرواية أيضًا تفاصيل حياة بيتر كليمنزا، النائب الثابت للعائلة، الذي يعرف أسرارًا أكثر من أي شخص آخر تقريبًا؛ والسفير إم. كوربيت شيا، الذي كان يعمل في تهريب الكحول خلال فترة الحظر ويطمح الآن إلى انتخاب ابنه للرئاسة، ويحتاج إلى مساعدة أصدقائه القدامى لتحقيق ذلك؛ وجوني فونتاني، مغني الصالونات المشهور عالميًا، الذي يرتقي إلى آفاق جديدة كفنان تسجيل، ويعزز علاقاته مع قوى واشنطن الكبرى بينما يحافظ على علاقة هشة مع شخصيات عالم الجريمة الشهيرة؛ وكاي آدامز كورليوني، التي تكتشف أخيرًا الحقيقة حول زوجها مايكل، وتواجه القرار الصعب بشأن زواجها وأطفالها؛ وفريدو كورليوني، الذي لم يتم تفسير وفاته بالكامل حتى الآن، والذي كان خيانته للعائلة جزءًا من سلسلة أكثر ظلمًا من الأحداث.
تستعرض الرواية أيضاً تأثير هذه الأحداث على عالم الجريمة الأميركي في منتصف القرن العشرين وتداخلاتها مع الإمبراطوريات السياسية والقانونية والترفيهية. يقدم مارك وينغاردنر بصوت ورؤية أصلية لشخصيات ماريو بوزو الأسطورية، ويخلق في ذات الوقت شخصيات جديدة لا تقل تأثيرًا عن الشخصيات الأصلية. “العراب يعود” يقف كعمل مستقل، يعكس ما نحب ونتوق إليه وأحيانًا ما قد يكون لدينا سبب للخوف منه… العائلة.
من خلال سرد هذا الملحمة، يعيد وينغاردنر إحياء الروح التي جعلت “العراب” واحدة من أكثر الروايات تأثيرًا في الثقافة الشعبية، مما يعزز من مكانة “العراب يعود” كتحفة أدبية تروي قصة أمريكا الإجرامية في فترة زمنية حاسمة، وتعكس الصراعات الشخصية والعائلية التي تحدد مصير الشخصيات الكبرى.