في السابع من حزيران عام 1981، شهدت الحلقات العلمية العراقية على صعيد التنمية وتجاوز التخلف هجومًا شرسًا من رياح الحقد الصهيونية. تمثل هذه الحملة العدوانية في استهداف مفاعل تموز النووي، الذي كان مخصصًا للأغراض السلمية. رافقت هذا الهجوم العدواني حملة ضارية سياسية ودعائية، تستند إلى رفض البدايات العلمية والعملية للنشاط النووي السلمي في العراق.
في إعادة النظر في هذا الحدث الأليم، نظم بيت الحكمة في الفترة من 27 إلى 28 حزيران 2001 ندوة دولية استحضرت بعنوان “استخدامات الطاقة النووية لأغراض السلمية”، حيث تم استعراض إزدواجية المعايير الدولية المتبعة في هذا السياق. استمرت الندوة على مدى يومين، وشارك فيها خبراء من مختلف أقطار الوطن العربي، حيث تم مناقشة سلسلة من الهجمات العدوانية التي تعرض لها مشروع الطاقة النووية السلمية في العراق.
تم طرح تساؤلات كثيرة خلال هذه الندوة بخصوص إزدواجية المعايير الدولية في التعامل مع قضية الطاقة النووية، خاصة في ظل الممارسات الأمريكية والأوروبية، التي بدورها أطلقت سراح الكيان الصهيوني لامتلاك قدرات نووية هائلة، تهدد استقرار المنطقة بأكملها.
وفي محاولة لتوثيق ونقل الحقائق، جسد هذا الكتاب وقائع الندوة الدولية، مسلطًا الضوء على الأبعاد العلمية والاقتصادية والسياسية للاعتداء الصهيوني على مفاعل تموز النووي العراقي المخصص للأغراض السلمية. يحتوي الكتاب على الأبحاث والمداخلات التي تمثل تحليلًا متعمقًا للتحديات التي واجهها البرنامج النووي العراقي وتأثيرات الهجوم الصهيوني على التنمية العلمية في البلاد.
وفي ختام هذا العرض الشامل، يعتبر هذا الكتاب الذي أُصدر تحت إشراف مؤسسة سعادة للثقافة إضافة مهمة إلى المكتبات، حيث يفتح نافذة على التحولات الحاصلة في مجال الطاقة النووية للأغراض السلمية، مسلطًا الضوء على التحديات والفرص التي تعترض الدول التي تسعى لتحقيق التقدم العلمي والتكنولوجي في هذا الميدان الحيوي.