أمراض جلدية

الشعر تحت الجلد أسباب وعلاج

سبب ظهور الشعر تحت الجلد

يُعد ظهور الشعر تحت الجلد من المشاكل الجلدية الشائعة التي تؤرق الكثيرين، خاصة في مناطق مثل الإبطين، منطقة البكيني، والوجه لدى النساء. هذا الظاهرة تعرف طبياً باسم الشعر الناشئ تحت الجلد أو الشعر المغروس، وتحدث عندما ينمو الشعر إلى الداخل بدلًا من النمو إلى الخارج، مما يؤدي إلى حدوث التهابات، احمرار، وأحيانًا تكون بثور أو حبوب على سطح الجلد. في هذا المقال سيتم تناول أسباب ظهور الشعر تحت الجلد بشكل موسع مع شرح تفصيلي للعوامل المسببة، والآليات التي تؤدي إلى ظهوره، بالإضافة إلى أهم العوامل التي تزيد من احتمالية حدوثه.

آلية نمو الشعر الطبيعية ومتى يحدث انغراس الشعر تحت الجلد

ينمو الشعر بشكل طبيعي من بصيلات الشعر التي تقع في الجلد. عند نمو الشعرة، فإنها تخترق الجلد وتظهر على السطح الخارجي للجلد، مما يمكننا من رؤيتها. في حالة الشعر المغروس، تنمو الشعرة إلى الداخل، أي تحت الجلد، بدلاً من الخروج منه، وهذا يحدث عندما تنحني الشعرة أو تنكسر قبل أن تظهر على سطح الجلد.

ينتج هذا الانغراس عادة عن انسداد بصيلات الشعر بسبب تراكم خلايا الجلد الميتة أو الالتهابات، مما يجعل من الصعب على الشعرة الخروج عبر قناة البصيلة. وبدلاً من ذلك، ينمو الشعر داخل الجلد مما يؤدي إلى التهاب وتورم في المنطقة المحيطة.

الأسباب الرئيسية لظهور الشعر تحت الجلد

1. طرق إزالة الشعر

تُعد طرق إزالة الشعر المختلفة من الأسباب الأكثر شيوعًا لظهور الشعر تحت الجلد، وتشمل هذه الطرق:

  • الحلاقة: تعد الحلاقة أكثر طرق إزالة الشعر استخدامًا، لكنها تسبب تهيج الجلد وحلق الشعيرات في اتجاه مائل، مما يجعل الشعر ينمو تحت الجلد بعد فترة قصيرة.

  • النتف (التقليم بواسطة الملاقط): يزيل الشعر من الجذور لكنه يمكن أن يتسبب في كسر الشعرة داخل الجلد، مما يؤدي لانغراسها.

  • الشمع: يؤدي استخدام الشمع إلى سحب الشعر من جذوره، وفي بعض الحالات قد يتسبب في كسر الشعرة أو تحفيز نموها تحت الجلد.

  • التحليل الكهربائي والليزر: بالرغم من كفاءتها في إزالة الشعر بشكل دائم أو شبه دائم، قد تسبب في بعض الأحيان تحفيز نمو الشعر المغروس، خاصة إذا لم يتم إجراؤها بشكل صحيح.

2. نوع الشعر وملمسه

يلعب نوع الشعر وملمسه دورًا كبيرًا في احتمال ظهور الشعر تحت الجلد. فالشعر المجعد أو الخشن أكثر عرضة للانغراس لأنه يميل للانحناء والنمو باتجاه الجلد بدلاً من الخروج منه. هذا يفسر السبب في أن الأشخاص ذوي الشعر المجعد أو الخشن، مثل ذوي الأصول الإفريقية، لديهم فرصة أعلى للإصابة بهذه المشكلة.

3. تراكم خلايا الجلد الميتة

عدم تقشير الجلد بانتظام يؤدي إلى تراكم خلايا الجلد الميتة داخل فتحات بصيلات الشعر، مما يعيق خروج الشعرة من الجلد. يؤدي هذا الانسداد إلى نمو الشعر تحت الجلد بدلًا من ظهوره فوق السطح.

4. احتكاك الجلد والملابس

ارتداء الملابس الضيقة التي تسبب احتكاك الجلد في المناطق التي تنمو فيها الشعيرات يؤدي إلى تهيج البشرة وزيادة فرص انغراس الشعر. هذا الاحتكاك المستمر قد يؤدي إلى التهاب بصيلات الشعر وانغراسها داخل الجلد.

5. اضطرابات هرمونية

تؤثر التغيرات الهرمونية في الجسم، مثل تلك التي تحدث أثناء فترة البلوغ أو الحمل أو بسبب بعض الأدوية، على كثافة ونوعية نمو الشعر. هذا التغير الهرموني قد يزيد من فرصة انغراس الشعر، خصوصًا لدى النساء.

6. العوامل الوراثية

هناك ميل وراثي واضح للإصابة بالشعر المغروس. إذا كان أحد أفراد العائلة يعاني من هذه المشكلة، فإن احتمال ظهورها يزداد لدى باقي أفراد العائلة، ويرجع ذلك إلى نوع الشعر وخصائص الجلد الموروثة.

العوامل المساعدة التي تزيد من احتمالية ظهور الشعر تحت الجلد

  • عدم العناية الجيدة بالبشرة بعد إزالة الشعر: عدم ترطيب وتنظيف البشرة بشكل جيد بعد إزالة الشعر يزيد من فرصة انسداد بصيلات الشعر.

  • عدم تقشير البشرة بانتظام: يؤدي إلى تراكم الجلد الميت ويزيد من احتمالية نمو الشعر تحت الجلد.

  • الالتهابات الجلدية المزمنة: مثل حب الشباب أو الالتهابات الجلدية الأخرى التي تهيج البصيلات.

  • استخدام منتجات تجميل غير مناسبة: مثل الكريمات أو الزيوت التي قد تسبب انسداد المسام.

أعراض الشعر المغروس وتأثيره على الجلد

الشعر المغروس يظهر عادة في صورة نتوءات حمراء أو بثور صغيرة على الجلد، والتي تكون أحيانًا مؤلمة أو مثيرة للحكة. مع مرور الوقت، قد تتطور الحالة إلى التهاب مزمن في بصيلات الشعر، مما يسبب ظهور ندبات داكنة أو علامات جلدية دائمة، خصوصًا في الحالات التي يتم العبث بها أو محاولة نزع الشعر المغروس بطريقة غير سليمة.

في بعض الحالات، يمكن أن تتحول المنطقة الملتهبة إلى كيس صغير مليء بالصديد يُعرف بالكيس الشعري (بالإنجليزية: Pilonidal cyst) أو التهاب بصيلات الشعر العميق، وهي حالة تتطلب تدخلًا طبيًا.

الطرق العلمية والطبية للوقاية من الشعر تحت الجلد

  • تنظيف وتقشير البشرة بانتظام: يساعد تقشير الجلد على إزالة الخلايا الميتة ومنع انسداد بصيلات الشعر.

  • استخدام طرق إزالة الشعر الصحيحة: مثل استخدام شفرة حلاقة حادة ونظيفة، وحلاقة الشعر باتجاه نموه، أو اللجوء إلى إزالة الشعر بالليزر تحت إشراف طبي.

  • ترطيب الجلد جيدًا: لترطيب البشرة ومنع جفافها الذي قد يعيق نمو الشعر الطبيعي.

  • ارتداء ملابس فضفاضة: لتقليل الاحتكاك بين الجلد والملابس.

  • استخدام منتجات مهدئة ومضادة للالتهاب: مثل الكريمات المحتوية على حمض الساليسيليك أو منتجات تحتوي على مضادات حيوية موضعية عند الضرورة.

علاج الشعر المغروس

يختلف العلاج حسب شدة الحالة:

  • العلاجات المنزلية: تشمل وضع كمادات دافئة لتسهيل خروج الشعر، واستخدام مقشرات تحتوي على حمض الساليسيليك أو حمض الجليكوليك لتقشير الجلد بلطف، وتجنب العبث بالمنطقة.

  • العلاجات الدوائية: قد يحتاج بعض المرضى إلى استخدام كريمات مضادة للالتهاب أو مضادات حيوية موضعية في حالة وجود التهاب.

  • العلاج الطبي المختص: في حالات الشعر المغروس المزمن أو الكيسي، قد يلزم إجراء جراحي بسيط لإزالة الشعر المغروس وتنظيف المنطقة.

  • إزالة الشعر بالليزر: تُعتبر خيارًا فعالًا للوقاية من الشعر المغروس خاصة للأشخاص الذين يعانون من تكرار المشكلة، حيث يقلل الليزر من نمو الشعر بشكل دائم.

الجدول التالي يوضح مقارنة بين طرق إزالة الشعر وتأثيرها على احتمال ظهور الشعر تحت الجلد

طريقة إزالة الشعر سهولة الاستخدام احتمالية ظهور الشعر تحت الجلد ملاحظات
الحلاقة سهلة عالية شائعة الاستخدام ولكن تسبب تهيج الجلد
النتح (الملاقط) متوسطة متوسطة إزالة الجذور لكنها قد تسبب انكسار الشعر
الشمع صعبة عالية فعالة لكنها تسبب تهيج واحمرار
إزالة بالليزر صعبة منخفضة فعالة على المدى الطويل ولكن تحتاج جلسات متعددة
التحليل الكهربائي صعبة منخفضة إزالة دائمة لكن قد تسبب تهيجًا مؤقتًا

تأثير الشعر المغروس على الصحة النفسية وجودة الحياة

تتجاوز مشكلة الشعر تحت الجلد حدود التأثير الجسدي لتصل إلى تأثير نفسي واجتماعي. الكثير من الأشخاص يعانون من فقدان الثقة بالنفس، خاصة إذا كانت المشكلة في مناطق ظاهرة مثل الوجه أو الرقبة. التهيج المستمر والاحمرار قد يسبب شعورًا بالانزعاج والحرج، مما قد يؤدي إلى تجنب بعض الأنشطة الاجتماعية أو الرياضية.

خلاصة

يعتبر الشعر تحت الجلد مشكلة جلدية شائعة تنجم عن عوامل متعددة منها طرق إزالة الشعر، نوع الشعر، العوامل الوراثية، وعوامل بيئية مثل احتكاك الجلد. الفهم العميق لهذه العوامل يساعد على الوقاية منها وإدارة الحالة بشكل فعال لتجنب المضاعفات الجلدية والنفسية. اتباع طرق إزالة شعر صحيحة، العناية بالبشرة، والترطيب المستمر من أهم الخطوات للحد من هذه المشكلة. في الحالات المزمنة، قد تتطلب المشكلة تدخلات طبية متخصصة تساهم في حلها بشكل نهائي.


المصادر والمراجع

  1. American Academy of Dermatology Association. (n.d.). Ingrown hairs: Causes, prevention, and treatment. https://www.aad.org/public/diseases/hair-loss/types-of-hair-loss/ingrown-hairs

  2. Mayo Clinic Staff. (2023). Ingrown hair. Mayo Clinic. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/ingrown-hair/symptoms-causes/syc-20355814