الزحار: الأسباب والأعراض والعلاج

الزحار: مرض معوي مُعدٍ وأسبابه وأعراضه وطرق الوقاية والعلاج

يُعد الزحار من الأمراض المعوية الشائعة التي تصيب الإنسان، ويسبب التهابات شديدة في الأمعاء، لا سيما في الجزء السفلي منها. على الرغم من أن الزحار يُعتبر من الأمراض التي يمكن معالجتها بسهولة في الحالات البسيطة، إلا أنه في الحالات الشديدة قد يتسبب في مضاعفات خطيرة قد تؤثر على صحة الأفراد بشكل كبير. هذا المقال يتناول الزحار من جوانب مختلفة، مثل أسبابه، وأعراضه، وطرق الوقاية والعلاج.

ما هو الزحار؟

الزحار هو التهاب معوي حاد يتميز بالإسهال الشديد، المصحوب بآلام وتقلصات في البطن. يمكن أن يكون مصحوبًا أيضًا بوجود دم في البراز أو مخاط. يحدث الزحار نتيجة العدوى ببعض الأنواع من البكتيريا أو الطفيليات أو الفيروسات التي تصيب الأمعاء، وتؤدي إلى حدوث التهابات وتلف في جدار الأمعاء، مما يجعل عملية امتصاص العناصر الغذائية والامتصاص السليم للماء أكثر صعوبة.

يعد الزحار من الأمراض المعدية التي تنتقل عن طريق الأطعمة والمشروبات الملوثة، أو الاتصال المباشر مع المصابين أو الأشياء التي لامسها الأشخاص المصابون. يمكن أن يصيب الزحار أي شخص، ولكن الأطفال وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة هم الأكثر عرضة للإصابة.

أسباب الزحار

الزحار يمكن أن ينجم عن عدة أسباب مختلفة، لكن السبب الرئيسي وراء معظم حالات الزحار هو العدوى بالبكتيريا والطفيليات والفيروسات. نعرض فيما يلي أبرز الأسباب المرتبطة بالزحار:

1. البكتيريا:

   • شيغيلة: تُعد بكتيريا الشيغيلة أحد أكثر الأسباب شيوعًا للإصابة بالزحار. حيث يمكن أن تنتقل عن طريق تناول طعام ملوث أو مياه غير نقية. تُسبب بكتيريا الشيغيلة التهابًا في القولون وتؤدي إلى حدوث إسهال مصحوب بدم ومخاط.

   • السالمونيلا: تُعتبر بكتيريا السالمونيلا أيضًا من الأسباب الشائعة للإصابة بالزحار. تنتقل هذه البكتيريا عادة عبر اللحوم غير المطهوة جيدًا أو البيض الملوث.

   • كامبيلوباكتر: تسبب هذه البكتيريا التهابات معوية شديدة في الأمعاء وقد تؤدي إلى حدوث إسهال شديد مع دم ومخاط.

2. الطفيليات:

   • الجيارديا: تعد طفيليات الجيارديا من الأسباب الشائعة للزحار في مناطق معينة، وهي تنتقل من خلال المياه الملوثة.

   • الأميبا: تحدث العدوى بالأميبا نتيجة تناول الأطعمة الملوثة أو المياه الملوثة. قد تسبب الأميبا التهابات معوية حادة، بما في ذلك الزحار.

3. الفيروسات:

   • فيروس الروتا: هو أحد الفيروسات الشائعة التي تسبب الإسهال، وخاصة عند الأطفال. ينتقل الفيروس بشكل رئيسي عن طريق تناول الأطعمة أو المشروبات الملوثة.

   • فيروس نوروفيروس: يُعد من الفيروسات التي تسبب التسمم الغذائي وتؤدي إلى التهابات معوية شديدة يصاحبها الإسهال والقيء.

4. العوامل البيئية:

   • مياه الشرب الملوثة: أحد الأسباب الرئيسية لانتقال الزحار في المناطق التي تعاني من نقص في خدمات المياه النظيفة والصرف الصحي. قد تحتوي المياه الملوثة على بكتيريا وطفيليات وفيروسات تنتقل إلى الجسم عند شرب المياه الملوثة.

   • نظافة الطعام: عدم اتباع أساليب الطهي الجيد والنظافة العامة أثناء تحضير الطعام قد يؤدي إلى التلوث بالبكتيريا والطفيليات المسببة للزحار.

أعراض الزحار

تظهر أعراض الزحار بشكل حاد وقد تشمل مجموعة من الأعراض التي تتفاوت في شدتها. من أبرز الأعراض التي قد يعاني منها الشخص المصاب بالزحار:

1. إسهال حاد: من أبرز الأعراض التي تصاحب الزحار، ويتميز بالإسهال المائي أو المخلوط بالدم والمخاط.

2. ألم وتقلصات في البطن: يشعر المريض عادة بألم حاد وتقلصات في منطقة البطن نتيجة للالتهاب في الأمعاء.

3. حمى: قد يصاب الشخص المصاب بالزحار بحمى خفيفة أو شديدة بسبب التفاعل المناعي للجسم مع البكتيريا أو الفيروسات.

4. الغثيان والقيء: يمكن أن يصاحب الزحار الشعور بالغثيان، وقد يؤدي في بعض الحالات إلى القيء.

5. جفاف: نتيجة لفقدان السوائل بشكل كبير بسبب الإسهال، قد يعاني المريض من أعراض الجفاف مثل جفاف الفم والعطش الشديد وقلة التبول.

تشخيص الزحار

يتم تشخيص الزحار من خلال التاريخ الطبي للمريض وفحص الأعراض التي يعاني منها، بالإضافة إلى بعض الفحوصات المخبرية. يقوم الطبيب عادة بإجراء اختبارات على عينات من البراز لتحديد نوع البكتيريا أو الطفيليات المسببة للزحار. قد تشمل الفحوصات الأخرى التصوير الشعاعي للأمعاء أو تحليل الدم للتحقق من وجود التهابات أو علامات الجفاف.

علاج الزحار

تختلف طرق علاج الزحار بناءً على السبب المؤدي للإصابة بالمرض، وقد يتضمن العلاج:

1. المضادات الحيوية: في حالة الإصابة ببكتيريا مثل الشيغيلة أو السالمونيلا، يمكن أن يصف الطبيب المضادات الحيوية للقضاء على العدوى البكتيرية.

2. الأدوية المضادة للطفيليات: في حالة الزحار الناتج عن الطفيليات مثل الأميبا أو الجيارديا، قد يصف الطبيب أدوية مضادة للطفيليات.

3. السوائل والمحاليل: أهم خطوة في علاج الزحار هو تعويض الجسم بالسوائل المفقودة بسبب الإسهال والقيء. يُنصح باستخدام محلول الإماهة الفموية أو السوائل الوريدية في الحالات الشديدة.

4. الأدوية المخففة للأعراض: يمكن استخدام أدوية مثل الأموكسيسيلين أو أدوية تخفيف التقلصات لتخفيف الأعراض المرتبطة بالزحار.

الوقاية من الزحار

من المهم اتخاذ بعض التدابير الوقائية لتجنب الإصابة بالزحار، وتشمل:

1. غسل اليدين بانتظام: يجب غسل اليدين بشكل جيد بالماء والصابون، خاصة بعد استخدام الحمام أو التعامل مع الطعام.

2. تعقيم الطعام والماء: التأكد من أن الطعام يتم طهيه بشكل جيد وأن المياه المستهلكة نظيفة.

3. تجنب تناول الأطعمة الملوثة: ينبغي تجنب تناول الأطعمة غير المطهوة جيدًا أو الملوثة بالماء غير النظيف.

4. الابتعاد عن المرضى: يجب تجنب الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين بالزحار لتقليل خطر انتقال العدوى.

خلاصة

الزحار هو مرض معوي يمكن أن يكون شديدًا في بعض الحالات، ويؤدي إلى مجموعة من الأعراض المزعجة مثل الإسهال والآلام المعوية. على الرغم من أن العلاج يكون في معظم الحالات بسيطًا ويشمل تناول الأدوية المناسبة وتعويض السوائل، إلا أن الوقاية منه تظل أمرًا بالغ الأهمية، خاصة في المناطق التي تعاني من مشاكل في النظافة وجودة المياه.