“الرقصة الشيطانية” هو الكتاب الجديد في سلسلة “روايات أليكس ديلوير” للمؤلف جوناثان كيلرمان. يعتبر كيلرمان، الذي اشتهر بتقديم أفضل الروايات البوليسية والمثيرة، من أبرز كتاب الجريمة في عصرنا الحالي. ينقلنا الكتاب إلى عالم الجريمة الذهنية، حيث تبدأ الجريمة في العقل قبل أن تظهر على أرض الواقع.
تدور الأحداث حول الدكتور أليكس ديلوير، المعالج النفسي الذي يجد نفسه متورطًا في قضية غامضة ومرعبة تجعله يواجه تحدٍا جديدًا في حياته المهنية. كاسي جونز، طفلة عمرها 21 شهرًا، تبدو مثالية كدمية خزفية، لكن طبيبها النفسي الدكتور ستيفاني إيفز يجدها مريبة ومزعجة بسبب معاناتها المتكررة.
خلال الثمانية عشر شهرًا الماضية، نُقلت كاسي إلى غرفة الطوارئ في مستشفى ويسترن لطب الأطفال بتردد مذهل، تعاني من مجموعة متنوعة من الأعراض الطبية، وفي كل مرة تُقبل كاسي، تكافح الدكتورة إيفز لإيجاد تشخيص. وفي كل مرة تفشل. بعد أزمة جديدة، تقوم بدعوة صديقها القديم وزميلها، الدكتور أليكس ديلوير، للمساعدة.
على الرغم من عدم وجود دليل قاطع، يخبره الحدس الذي يمتلكه أليكس بأن هناك شخصًا يحاول بشكل متعمد جعل كاسي مريضة. لدهشته، تكون والدي كاسي، تشيب وسيندي جونز، في مقدمة القائمة كالمشتبه بهم. لكن عندما يلتقي بالثنائي، يجد زوجين جذابين، محبين ومهتمين – والدين محبين، عاجزين وخائفين، يبحثان عن الإجابة عن معاناة ابنتهما. وكلما قضى أليكس وقتًا في ويسترن لطب الأطفال، زادت اقتناعه بأن هناك شيئًا مزعجًا جدًا يحدث في المستشفى نفسه.
قد بدأ أليكس حياته المهنية في ويسترن لطب الأطفال منذ سنوات، ولكن المكان الذي يعود إليه يجعله يشعر وكأنه غريب: الأمان يُفرض بواسطة فرقة من الحراس الحجرية. الأطباء والممرضون يشعرون بالإحباط ويتركون العمل بأعداد كبيرة. تسود القلق الداكن مكانًا كان يغمره الفرح من قبل، ربما نتيجة لمشاكله المالية المدمرة. والمنقذ المالي الجديد هو تشاك جونز، الرجل المال المتميز – وجد سياسي، وجد كاسي.
ثم، حتى وكاسي تعاني من حادثة جديدة، ويتم قتل طبيب في الفريق، يبدأ أليكس في ربط الخيوط التي تربط الخفايا الظلامية في ويسترن لطب الأطفال بمصير طفلة. لكنه يعلم أنه وصديقه، المحقق في الشرطة ميلو ستورجيس، لديهما وقت ضئيل لتحديد العقلية الشيطانية التي دائمًا ما تكون خطوة واحدة مغرية قبلهما.
في “الرقصة الشيطانية”، أبدع جوناثان كيلرمان واحدًا من أكثر رواياته إشباعًا حتى الآن، صورة قوية للخداع، مثيرة بقدر ما هي حقيقية بشكل مرعب، ورواية مقنعة عن رجال ونساء يكافحون لإنقاذ الأرواح في مواجهة الشر الذي لا مثيل له.
وبهذا الكتاب، يأخذنا كيلرمان في رحلة مثيرة لأعماق النفس البشرية، حيث تتلاقى الألغاز والأسرار لتخلق قصة مثيرة تحمل في طياتها الكثير من التشويق والتوتر، مع تركيز مميز على العلاقات البشرية وتداخلاتها في سياق الجريمة والغموض.
هذه الرواية تجسد بشكل مذهل مهارة كيلرمان في بناء الشخصيات وجعل القارئ يعيش معها كل لحظة، حيث تتشابك الخيوط وتتقاطع الأقدار في سرد مثير ومبهر لعالم الجريمة والتحقيقات النفسية.
“الرقصة الشيطانية” لا تقتصر على كونها رواية بوليسية عادية، بل هي رحلة عميقة إلى عقول الشر وأسرارها، مع تشويق يبقى محتدمًا من الصفحة الأولى حتى الصفحة الأخيرة. إنها رواية تجمع بين الحقائق العلمية والعواطف الإنسانية، مما يجعلها قراءة مثيرة وممتعة لعشاق الجريمة والغموض.