“الرجل الفيل: مسرحية” للكاتب برنارد بومرانس، تستند إلى قصة حقيقية مؤثرة تروي حياة جون ميريك، الذي عاش في لندن خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر. يعتبر هذا العمل المسرحي تحفة أدبية تتناول معاناة الإنسان مع الغربة والتمييز وقدرته على التحول والتكيف.
جون ميريك، الرجل الشاب المشوه بشكل مروع، الذي كان يعرض كوحش غريب في العروض التجارية المتجولة، يتم العثور عليه مهجورًا ومعزولًا ويتم نقله إلى مستشفى وايتشابيل الراقي في لندن للمراقبة والعناية. هناك، يقوم الطبيب الشاب الشهير برعايته، حيث يبدأ في تعليمه ويقدمه لمجتمع لندن المثقف، فيتغير ميريك من كائن مشوه يستحق الشفقة إلى شخص ذو أسلوب راقٍ وفكاهي يصبح المفضل لدى النبلاء والأدباء. ومع ذلك، يظل حلمه بأن يصبح رجلاً عاديًا كغيره من البشر حلمًا لا يتحقق.
تتناول المسرحية بعمق العديد من المواضيع المعقدة، مثل الهوية، والقبول، والإنسانية، والرغبة في التقبل والحب. فهي تأخذ القارئ أو المشاهد في رحلة عاطفية وفلسفية مليئة بالتفكير والتأمل.
صدرت هذه المسرحية المميزة عن دار النشر جروف بريس في شهر سبتمبر من عام 1979، ولاقت استحسانًا كبيرًا من قبل النقاد والجمهور على حدٍ سواء. تتميز بلغة رقيقة وعميقة، تجسد الشخصيات النابعة من الواقع بطريقة مؤثرة، مما يجعلها أحد الأعمال المسرحية التي تستحق القراءة والتأمل.
من خلال هذه العمل الرائع، يمكن للقارئ أن يعيش حياة جون ميريك، يشعر بمعاناته وتحولاته، ويستمتع برحلته من حياة الهموم والعزلة إلى عالم الثقافة والتقبل والإنسانية الحقيقية. إنها مسرحية تترك أثرًا عميقًا في نفوس القراء، مثلما تركت بصمتها الخالدة في تاريخ الأدب المسرحي العالمي.