الدول التي تستخدم الفهرنهايت
يعد مقياس الفهرنهايت أحد المقاييس التقليدية لقياس درجات الحرارة، وهو أكثر استخدامًا في بعض الدول مقارنة بالدول الأخرى التي تعتمد على مقياس مئوي. يعود تاريخ هذا المقياس إلى العالم الألماني دانيال غابرييل فهرنهايت الذي ابتكره في بداية القرن الثامن عشر. ويمثل الفهرنهايت المقياس الذي تم تحديده باستخدام نقطة تجمد الماء عند 32 درجة ونقطة غليان الماء عند 212 درجة عند مستوى سطح البحر.
ورغم أن معظم دول العالم قد انتقلت إلى مقياس مئوي (سلزيوس) الذي يعتمد على تقسيم درجات الحرارة بين تجمد وغليان الماء إلى 100 درجة، إلا أن بعض الدول لا تزال تستخدم مقياس الفهرنهايت بشكل واسع. في هذا المقال، سنتناول الدول التي تستخدم مقياس الفهرنهايت في تحديد درجات الحرارة، والسبب وراء استمرار استخدامه في هذه البلدان.
1. الولايات المتحدة الأمريكية
الولايات المتحدة الأمريكية هي واحدة من أكبر الدول التي تعتمد على مقياس الفهرنهايت في معظم جوانب الحياة اليومية. يتم استخدامه في الطقس، والأرصاد الجوية، وتقارير الحرارة في وسائل الإعلام، وفي مجالات مثل صناعة السيارات والأجهزة المنزلية.
2. بليز
تعد بليز من الدول التي تعتمد على مقياس الفهرنهايت، حيث يُستخدم في الأرصاد الجوية والتقارير اليومية. على الرغم من أنها تقع في أمريكا الوسطى، وهي منطقة من المفترض أن تتبع النظام المتري في الغالب، إلا أن هذا المقياس ما زال شائعًا بين السكان.
3. جزر كايمان
تقع جزر كايمان في البحر الكاريبي وهي أرخبيل من الجزر البريطانية التابعة للمملكة المتحدة. على الرغم من أن هذه الجزر تتبع النظام المتري في معظم المعايير الأخرى، فإن الفهرنهايت يظل مقياس درجة الحرارة المفضل، ويستخدم بشكل رئيسي في النشرات الجوية المحلية.
4. ليبيريا
ليبيريا، التي تقع في غرب أفريقيا، هي دولة نادرة تعتمد على الفهرنهايت في تحديد درجات الحرارة. وتعتبر ليبيريا واحدة من الدول القليلة التي لا تستخدم النظام المتري بشكل رسمي في معظم مجالات الحياة.
5. جزر فوكلاند
جزيرة فوكلاند هي منطقة بريطانية في المحيط الأطلسي. وتمامًا كما هو الحال في جزر كايمان، يستمر استخدام مقياس الفهرنهايت في هذه الجزر رغم استخدام النظام المتري في معظم المقاييس الأخرى.
أسباب استمرار استخدام الفهرنهايت
رغم أن الفهرنهايت لا يُستخدم على نطاق واسع عالميًا، إلا أن هناك عدة أسباب لانتشار استخدامه في الدول التي تتبناه:
1. التاريخ الثقافي والعلمي
في بعض الدول مثل الولايات المتحدة، يُعتبر الفهرنهايت جزءًا من التراث الثقافي والعلمي، وهو مرتبط بتاريخ طويل من التطويرات والتقنيات التي استخدمت هذا المقياس منذ القرن الثامن عشر. هذه البلدان كانت قد تبنت مقياس الفهرنهايت في وقت مبكر من تاريخها، مما جعل من الصعب التحول إلى النظام المئوي.
2. الاستخدام اليومي
في بعض الحالات، يكون استخدام الفهرنهايت أكثر ملاءمة للحياة اليومية. فعلى سبيل المثال، يعتقد الكثير من الأمريكيين أن الفهرنهايت يوفر تقسيمًا أكثر دقة من مقياس مئوي في نطاق درجات الحرارة التي تتراوح بين التجمد والحرارة العادية. لأن الفهرنهايت يستخدم أكثر تقسيمات دقيقة بين كل درجة، فإنه يساعد على تحديد التغيرات الطفيفة في درجة الحرارة بشكل أكثر دقة.
3. التقليد في مجال الأرصاد الجوية
تستمر بعض وسائل الإعلام والشركات في الولايات المتحدة في استخدام الفهرنهايت، حيث اعتاد الناس على هذا المقياس ويشعرون بالراحة في التعامل معه. تغييره قد يؤدي إلى إرباك المواطن العادي، وهو ما يجعل الجهات المختصة تفضل عدم التغيير.
4. مقاومة التغيير
في بعض الحالات، يكون التغيير إلى النظام المئوي غير مرغوب فيه. بعض الدول ترى أن التحول إلى النظام المئوي قد يتطلب تكاليف باهظة في تحديث المعدات وأنظمة الأرصاد الجوية.
التأثير على التعليم والعلم
واحدة من المشاكل التي تواجهها الدول التي تعتمد على الفهرنهايت هي تأثير ذلك على التعليم. حيث إن معظم الدول الأخرى التي تتبع النظام المئوي تستخدمه في مدارسها، مما يجعل الانتقال بين النظامين أمرًا محيرًا بالنسبة للطلاب الذين يدرسون المواد العلمية في سياقات دولية. على الرغم من ذلك، لا تزال الدول التي تعتمد على الفهرنهايت تميل إلى استخدام المقياس المئوي في الأبحاث العلمية والمراجع الدولية، في حين يتم تداول الفهرنهايت بشكل أساسي في الأرصاد الجوية.
الخلاصة
إلى جانب بعض الدول الصغيرة مثل بليز وجزر كايمان، تظل الولايات المتحدة الأمريكية هي أكبر دولة في العالم التي تعتمد على مقياس الفهرنهايت. يعود هذا الاستخدام إلى مجموعة من العوامل الثقافية والعلمية التي جعلت من هذا المقياس جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية. في النهاية، يُعتبر الفهرنهايت واحدًا من المقياسين الرئيسيين المستخدمين في العالم لتحديد درجات الحرارة، ولا يزال يحظى بالقبول في مجموعة من الدول رغم التطورات العالمية نحو النظام المئوي.
