“الحوارات: حديث صريح مع أول رئيسة أمريكية سوداء”
في كتابها “الحوارات: حديث صريح مع أول رئيسة أمريكية سوداء”، تقدم الدكتورة جونيتا كول عرضاً شاملاً لرؤيتها وتجربتها في مجالات التعليم والقيادة والنشاط الاجتماعي. الكتاب، الذي نُشر في ديسمبر 1992 عن دار دوبلداي للنشر، يعكس حياة كول المليئة بالإنجازات والتحديات، ويستعرض جهودها المتواصلة لدعم القضايا الاجتماعية التي تهم المرأة السوداء بشكل خاص، والمجتمع بشكل عام.
تبدأ الدكتورة كول في كتابها بسرد رحلتها المهنية التي بدأت كمُدرسة أنثروبولوجيا ومديرة لبرنامج الدراسات اللاتينية والكاريبية في كلية هانتر، قبل أن تتولى رئاسة كلية سبلمان في عام 1987. تعكس هذه النقلة الجذرية في حياتها مزيجاً من الإلتزام الأكاديمي والقيادة المجتمعية، مما جعلها واحدة من أبرز الشخصيات في مجال التعليم والمشاركة الاجتماعية.
خلال فترة رئاستها لكلية سبلمان، حققت كول إنجازات بارزة كان من أبرزها تلقي الكلية أكبر هبة من أفراد في تاريخها، حيث تبرع بيل وكاميلا كوسبي بمبلغ عشرين مليون دولار. هذا التبرع لم يكن مجرد دعم مالي، بل كان رمزاً للثقة في القيادة التي تجسدها كول والإصلاحات التي كانت تسعى لتحقيقها.
علاوة على ذلك، كانت كول من بين الشخصيات التي تم تعيينها من قبل الرئيس جورج بوش كأحد الأعضاء المؤسسين لمؤسسة “نقاط الضوء”، وهي مؤسسة تهدف إلى تعزيز التطوع والخدمة المجتمعية. كما أنها كانت أول امرأة سوداء تُعين في مجلس إدارة غرفة التجارة في أتلانتا، وما لبثت أن حققت مزيداً من النجاحات كأول امرأة تُنتخب لعضوية مجلس إدارة شركات كوكاكولا.
في “الحوارات”، تطرح كول رسالة قوية للشابات السوداوات في أمريكا، داعية إياهن إلى أخذ زمام المبادرة والمشاركة الفعالة في تحسين أوضاعهن والمجتمع من حولهن. تتناول في الكتاب مواضيع مثل العنصرية والتمييز الجنسي والأوروبية المركزية والعزلة، مقدمةً حلولاً واقعية للتغلب على العقبات التي تواجهها النساء السوداوات.
إحدى النقاط البارزة في الكتاب هي دعوة كول للتغيير الإيجابي، ليس فقط من خلال الكلمات بل بالأفعال. تشجع القارئات على الانخراط في العمل المجتمعي، وتطوير قدراتهن الفردية والجماعية، والمساهمة في تحقيق العدالة والمساواة. كما تضع تركيزاً خاصاً على أهمية الحفاظ على كوكب الأرض، مُشيرةً إلى ضرورة العمل الجماعي للحفاظ على البيئة وتحقيق السلام والعدالة.
رغم أن الكتاب يركز على النساء السوداوات بشكل خاص، إلا أن رسالته تمتد لتشمل جميع المهتمين بتحسين العالم من حولهم. كول تستخدم أسلوباً متفائلاً وملهمًا، يجعل من “الحوارات” مرجعاً لكل من يسعى للتغيير الإيجابي والتأثير الفعّال في مجتمعه.
في الختام، يُعد كتاب “الحوارات” من تأليف الدكتورة جونيتا كول عملاً مهماً يتجاوز كونه مجرد سرد لتجربة شخصية، ليصبح دليلاً عملياً ومصدر إلهام لكل من يسعى لإحداث فرق حقيقي في العالم. من خلال كلمات كول، يُدعى كل واحد منا للقيام بدوره في تحسين هذا الكوكب وجعله مكاناً أفضل يسوده السلام والعدالة.