“الجسد الذي يختفي”، من تأليف ديفيد جراند، هو عمل أدبي متألق يقود القارئ في رحلة مشوقة ومعقدة داخل عالم من الجريمة والفوضى، يتناول قضايا تجارة المخدرات وكسر الاتحادات العمالية، القتل والفوضى على جانبي القانون. تبدأ القصة عندما يتم إطلاق سراح فيكتور ريب، الذي كان مدمنًا سابقًا وقاضى على الحرب العالمية الأولى، بشكل غامض من السجن بعد قضاء خمسة عشر عامًا على جريمة قتل لم يرتكبها. يعود إلى مدينة شهدت إلغاء حظر الكحول فيها، وتنمو في ظلها عالمٌ سفليٌّ مظلم يسعى إلى الربح من تجارة الهيروين الغير قانونية.
في الوقت نفسه، تشن الصناعات الشرعية هجومًا ضد الاتحادات العمالية وشبح الشيوعية يخيم، ولا يتورعون عن اللعب بشكل قذر. حين يبلغ الصديق القديم لفيكتور، فريدي ستيلمان، بائع الذخائر، عن جريمة قتل ولكنه لا يستطيع تفسير سبب اختفاء الجثة، يجر نفسه وفيكتور بشكل غير مقصود إلى دوامة التآمر والفساد التي تشمل الجميع في عالم الجريمة الهائل الذي يتخذه الكتاب خلفية لسرده.
من خلال مزجه بين الغنى الجوي لأعمال داشيل هاميت والفكاهة الساحرة والمعارضة للنظام السائد لتوماس بينشون، ينسج “الجسد الذي يختفي” غموضًا مثيرًا في لوحة مظلمة وفكاهية لأمريكا الحضرية بين الحروب.
تاريخ النشر لهذا العمل الأدبي الفائق هو أغسطس 2003، وتم نشره عبر Harvest Books. يقدم الكتاب للقارئ تجربة فريدة وقيمة، حيث يركب عبقريًا على أمواج الجريمة والتشويق في إطار فني يحمل بين طياته رؤية داكنة ومضحكة لأمريكا بين الحروب.