في كتابه الرائع “الثنائية الدولية والعالم المعاصر ما بين 1945 و 1990″، يقدم الكاتب دعد عطالله تحليلاً عميقاً للعلاقات الدولية في الفترة الزمنية الممتدة بين عامي 1945 و1990، والتي شهدت تحولات هامة وأحداثاً تاريخية ذات أثر كبير على مسار التاريخ العالمي.
تنطلق الرحلة التاريخية الملحمية منذ اللحظة التي تعتبر فيها الحرب العالمية الثانية قد انتهت، والعالم يجد نفسه في مفترق طرق حيث تظهر القوى الكبرى المتناحرة وتشكل الثنائية الدولية الاشتراكية محوراً رئيسياً للعلاقات الدولية. يتتبع الكاتب الأحداث التي سبقت هذه الفترة، مثل حرب القنبلة الذرية الأولى، وكيف أن هذه الحروب النووية الباردة بين القوتين الكبيرتين، الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، كان لها تأثير هائل على توجيهات السياسة العالمية.
بتأليفه الممتع والمستند إلى أبحاث دقيقة، يرصد الكاتب الأحداث التي تكونت في أعقاب الحروب العالمية، مبرزاً كيف تسارعت وتيرة التطور الاقتصادي والتكنولوجي، وكيف أن الصراعات الإيديولوجية كانت حاضرة بشكل لا يمكن تجاهله في هذا السياق. يقوم بتقديم لمحة مفصلة حول الأحداث السياسية والاقتصادية والثقافية التي شكلت هذه الحقبة الزمنية.
يتجلى اهتمام الكاتب بالتعديلات الرئيسة التي ظهرت في هذه الفترة، مشيراً إلى تحولات مهمة في المشهد العالمي، ومستعرضاً العوامل التي ساهمت في تغيير اتجاهات السياسة الدولية. ومع تركيزه على الثنائية الدولية الاشتراكية، يقدم الكاتب رؤية شاملة ومتوازنة تجاه الأحداث والتطورات التي شكلت العالم في تلك الفترة.
يأتي الكتاب في 422 صفحة من التفاصيل المحكمة، وقد صدر عن مكتبة لبنان ناشرون في عام 1991. يميزه غلاف ورقي فاخر يضيف للمستقرئ تجربة قراءة تفاعلية. يندرج هذا العمل تحت فئة الكتب السياسية، وتحديداً في فرع السياسة الدولية، مما يجعله قطعة أساسية لفهم تلك الحقبة الزمنية الفارقة في تاريخ الإنسانية.