التوفل مقابل الآيلتس: الفرق والتحضير

الفرق بين شهادتي التوفل (TOEFL) والآيلتس (IELTS) والتحضير لهما

تعتبر شهادات التوفل (TOEFL) والآيلتس (IELTS) من أبرز الاختبارات المعترف بها دوليًا لقياس مستوى اللغة الإنجليزية، حيث يتم استخدامها بشكل رئيسي للالتحاق بالجامعات والدراسات العليا في الدول الناطقة بالإنجليزية، بالإضافة إلى استخدامها في بعض الحالات المتعلقة بالهجرة والعمل. بالرغم من أن كلا الاختبارين يهدفان إلى قياس المهارات اللغوية في الإنجليزية، إلا أنهما يختلفان في عدة جوانب من حيث التنسيق، النظام، ومتطلبات التحضير.

أولاً: تعريف اختبارات التوفل (TOEFL) والآيلتس (IELTS)

التوفل (TOEFL):

تُعد شهادة التوفل من اختبارات اللغة الإنجليزية المعترف بها عالميًا، وتستهدف بشكل رئيسي الأفراد الذين يطمحون للدراسة في الجامعات الأمريكية أو الكندية. الاختبار يقيس قدرة المتقدمين على استخدام اللغة الإنجليزية في السياقات الأكاديمية. يتم تنظيم الاختبار بواسطة معهد “ETS” (Educational Testing Service)، وهو متاح بشكل رئيسي على الإنترنت في ما يُعرف بـ “TOEFL iBT” (التوفل عبر الإنترنت).

الآيلتس (IELTS):

من جهة أخرى، يُعتبر اختبار الآيلتس أحد أشهر اختبارات اللغة الإنجليزية المستخدمة دوليًا، وهو موجه بشكل رئيسي للطلاب الراغبين في الدراسة أو العمل في دول مثل المملكة المتحدة، أستراليا، نيوزيلندا، أو كندا. يُنظم الآيلتس بواسطة “المجلس الثقافي البريطاني”، “IDP” و”كامبريدج”، ويعتمد على قياس مهارات التحدث، الكتابة، الاستماع، والقراءة.

ثانياً: مقارنة بين التوفل (TOEFL) والآيلتس (IELTS)

1. التنسيق والبنية:

يختلف تنسيق اختبار التوفل (TOEFL) عن الآيلتس (IELTS) من حيث الهيكل وطريقة تقييم المهارات.

• التوفل (TOEFL): يتألف الاختبار من أربعة أقسام رئيسية هي: الاستماع، القراءة، الكتابة، والمحادثة. يتم اختبار هذه المهارات جميعها عبر الإنترنت باستخدام الحاسوب، وتستغرق مدة الاختبار حوالي 4 ساعات. في اختبار التوفل، يتم تقييم قسم المحادثة عبر جهاز الكمبيوتر باستخدام محاكاة صوتية.

• الآيلتس (IELTS): يحتوي أيضًا على أربعة أقسام رئيسية هي: الاستماع، القراءة، الكتابة، والمحادثة. لكن الفرق هنا يكمن في أن قسم المحادثة يتم إجراؤه بشكل مباشر مع مُمتحن بشري، وليس عبر جهاز كمبيوتر كما هو الحال في التوفل. تستغرق مدة اختبار الآيلتس حوالي ساعتين ونصف.

2. أسلوب التقييم:

• التوفل (TOEFL): يتم تقييم درجات التوفل باستخدام مقياس يتراوح من 0 إلى 120 نقطة. كل قسم يحصل على درجة من 30، بحيث تمثل الدرجة الإجمالية جمع درجات الأقسام الأربعة.

• الآيلتس (IELTS): يتم تقييم الآيلتس باستخدام مقياس يتراوح من 0 إلى 9 لكل قسم. يتم حساب الدرجة النهائية بناءً على متوسط الدرجات التي تم الحصول عليها في جميع الأقسام.

3. التوزيع الجغرافي:

• التوفل (TOEFL): يعد الاختبار الأكثر استخدامًا في الولايات المتحدة وكندا، وهو الاختبار المفضل للطلاب الذين يرغبون في التقدم إلى الجامعات الأمريكية.

• الآيلتس (IELTS): يُستخدم على نطاق واسع في المملكة المتحدة، أستراليا، ونيوزيلندا، بالإضافة إلى بعض الجامعات في كندا وأوروبا. يعد الآيلتس الخيار الأول للراغبين في الهجرة إلى دول مثل المملكة المتحدة وأستراليا.

4. لغة الاختبار:

• التوفل (TOEFL): يُجرى الاختبار بالكامل باللغة الإنجليزية الأمريكية.

• الآيلتس (IELTS): يُجرى الاختبار باللغة الإنجليزية البريطانية، مع اختلافات طفيفة قد تشمل اللهجة والمفردات.

5. طريقة التصحيح:

• التوفل (TOEFL): يتم تصحيح اختبار التوفل بواسطة برامج الكمبيوتر لأغلب الأقسام، بينما يتم تصحيح قسم المحادثة من قبل موظفين متخصصين.

• الآيلتس (IELTS): يتم تصحيح كافة الأقسام، بما في ذلك المحادثة، بواسطة مُمتحنين بشريين.

ثالثًا: التحضير لاختبار التوفل (TOEFL)

التحضير لاختبار التوفل يتطلب منك التعود على نوع الأسئلة التي قد تطرح في الاختبار، وكذلك تطوير مهارات الاستماع والقراءة والكتابة. إليك بعض النصائح للتحضير:

1. التدريب على مهارات الاستماع:

   • استمع إلى مواد أكاديمية باللغة الإنجليزية، مثل المحاضرات، الدروس الجامعية، والنقاشات.

   • يمكن الاستفادة من مواقع إلكترونية تقدم مواد تحاكي اختبارات التوفل، مثل “TOEFL Practice Online”.

2. القراءة:

   • اقرأ مقاطع طويلة ومعقدة من الكتب، المقالات، والدوريات العلمية.

   • حاول تلخيص الأفكار الرئيسية في النصوص التي تقرأها، وركز على كيفية استخراج المعلومات الأساسية.

3. الكتابة:

   • قم بالتدرب على الكتابة الأكاديمية، حيث يشمل الاختبار كتابة مقال يتطلب منك مناقشة موضوع معين.

   • تدرب على كتابة المقالات بشكل واضح ومنظم، مع استخدام لغة أكاديمية.

4. المحادثة:

   • يمكن التدرب على المحادثة عبر الإنترنت أو من خلال التطبيقات التي توفر محاكاة لمقابلة التوفل.

   • ركز على تنظيم أفكارك بشكل منطقي أثناء التحدث، واحرص على التحدث بوضوح.

رابعًا: التحضير لاختبار الآيلتس (IELTS)

التحضير لاختبار الآيلتس يتطلب التركيز على جميع المهارات اللغوية الأربعة. إليك بعض النصائح للتحضير:

1. التدريب على الاستماع:

   • استمع إلى محاضرات ودروس باللغة الإنجليزية، مع التركيز على اللهجات المختلفة، مثل البريطانية، الأسترالية، والأمريكية.

   • استخدم تطبيقات تساعدك على تحضير اختبار الاستماع، مثل “IELTS Prep” و”IELTS Listening”.

2. القراءة:

   • تمرن على قراءة مقاطع أكاديمية وصحفية، حيث يركز الآيلتس على فهم النصوص الأكاديمية والصحفية.

   • حاول تحسين سرعتك في القراءة، حيث يتطلب الاختبار قراءة نصوص طويلة في فترة زمنية محدودة.

3. الكتابة:

   • يشمل اختبار الآيلتس جزئين في الكتابة: الأول كتابة تقرير قصير عن بيان بياني، والثاني كتابة مقال حول قضية معينة.

   • قم بالتدريب على كتابة مقالات متماسكة باستخدام لغة رسمية وواضحة.

4. المحادثة:

   • تدرب مع شخص يتحدث الإنجليزية أو من خلال منصات تعليمية توفر مقابلات محاكاة.

   • حاول الاستعداد للتحدث عن مواضيع متعددة وكن جاهزًا لتفسير أفكارك بطريقة منطقية.

خامسًا: الاختيار بين التوفل (TOEFL) والآيلتس (IELTS)

يعتبر اختيار الاختبار المناسب بين التوفل (TOEFL) والآيلتس (IELTS) قرارًا شخصيًا يعتمد على عدة عوامل:

• الوجهة: إذا كنت تخطط للدراسة في الولايات المتحدة أو كندا، فإن التوفل قد يكون الخيار الأفضل. أما إذا كنت تخطط للدراسة في المملكة المتحدة أو أستراليا، فقد يكون الآيلتس هو الاختيار المثالي.

• اللغة: إذا كنت تفضل اللغة الأمريكية، فقد تجد أن التوفل أقرب إلى احتياجاتك. أما إذا كنت أكثر دراية بالإنجليزية البريطانية، فقد يكون الآيلتس الخيار الأنسب.

• الاختبار الموجه: إذا كنت تشعر براحة أكبر في التحدث مع مُمتحن بشري، قد تفضل اختبار الآيلتس، حيث يتم إجراء محادثة حية مع مُمتحن، بينما في التوفل تكون المحادثة عبر الكمبيوتر.

في الختام:

تعد كل من شهادتي التوفل (TOEFL) والآيلتس (IELTS) أدوات فعالة لقياس كفاءة اللغة الإنجليزية، وكل منهما يختلف في أسلوب التقييم، التنسيق، ومتطلبات التحضير. بغض النظر عن الاختبار الذي تختاره، فإن التحضير الجيد والتمرين المستمر هما مفتاح النجاح.