“Code to Zero” هو رواية تشويق وإثارة تناولها الكاتب البريطاني كين فوليت وصدرت عام 2000 عن دار نشر داتون أدلت. تقع أحداث الرواية في خلفية تاريخية مثيرة، تحديداً في يناير 1958، وهي فترة تميزت بكونها ساعة مظلمة في سياق الحرب الباردة وفجر مبكر لسباق الفضاء. في هذه الأثناء، يشهد ميدان كيب كانافيرال عملية عد تنازلي حاسمة؛ حيث يتم تجهيز الصاروخ إكسبلورر الأول، وهو أمل أمريكا لمجاراة السوفيت وقمرهم الصناعي سبوتنيك، واستعادة الريادة في السباق نحو السماوات.
تدور الرواية حول أربعة أصدقاء قدامى من جامعة هارفارد، تجمعهم الماضي وتفرقهم الحرب، كل منهم يعي تماماً أن فشل الإكسبلورر في تحقيق نجاح باهر قد يكون له عواقب وخيمة على الولايات المتحدة. يجد لوك لوكاس، أحد هؤلاء الأصدقاء، نفسه في مهمة يائسة لفك طلاسم فقدانه للذاكرة وإعادة تعلم قصة حياته، حيث تقوده بحثه المستميت إلى عودته إلى أصدقائه في هارفارد: زوجته، وأفضل أصدقائه، والمرأة التي كان يحبها أكثر من الحياة نفسها. خلال هذه الرحلة، يكتشف لوك أن مصيره مرتبط بصاروخ إكسبلورر المُعد للإطلاق، إذ يدرك أنه يعرف سراً خطيراً ومميتاً كان هناك من يرغب بشدة في أن ينساه، وإذا لم يتمكن من كشف هذا السر، فقد يجد نفسه عاجزاً عن إنقاذ إطلاق الإكسبلورر وبالتالي مستقبل أمريكا.
يتناول كين فوليت في هذه الرواية طيفاً واسعاً من العواطف والأحداث المشحونة بالتوتر والإثارة، ممزوجة بعناصر الحرب الباردة وسباق الفضاء الذي كان يعتبر أحد أهم مظاهر الصراع بين القوتين العظميتين، الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي. الرواية تجسد أيضاً قدرة فوليت على خلق شخصيات معقدة ومتعددة الأبعاد تتفاعل في إطار درامي غني بالتفاصيل التاريخية والتقنية.
“Code to Zero” تستكشف ليس فقط الصراعات الجيوسياسية والعلمية لتلك الفترة، بل تعمق أيضاً في الصراعات الشخصية والعواقب النفسية للأحداث التي تشكل ماضي الشخصيات ومستقبلها. من خلال تحليل هذه الديناميكيات، يقدم فوليت رواية ملحمية تعكس النزاعات والتحديات التي يمكن أن تؤثر على مصير الأمم والأفراد على حد سواء.
في الختام، “Code to Zero” ليست مجرد رواية تاريخية عن الحرب الباردة أو سباق الفضاء، بل هي استكشاف عميق للأخلاقيات، الذاكرة، الهوية، والخيانة. كين فوليت يستخدم أسلوبه السردي المميز ليقدم للقراء قصة تشويقية معقدة تقع في مفترق طرق الشخصي والسياسي، مما يجعل هذه الرواية عملاً أدبياً يثير التفكير ويستحق القراءة لمن يهتم بفهم أعماق الصراع الإنساني في ظل الظروف الاستثنائية.