التهاب وتر الكتف: الأسباب والعلاج

التهاب الوتر في الكتف: الأسباب، الأعراض، التشخيص والعلاج

يعد التهاب الوتر في الكتف من المشكلات الصحية الشائعة التي يعاني منها العديد من الأشخاص، لا سيما أولئك الذين يقومون بأنشطة رياضية تتطلب حركات متكررة للذراع أو الذين يتعرضون لإجهاد مفرط في منطقة الكتف. يمكن أن يحدث التهاب الوتر نتيجة للعديد من العوامل، وقد يسبب آلامًا شديدة وتقييدًا في حركة الذراع، ما يؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية للمصاب.

1. ما هو التهاب الوتر في الكتف؟

التهاب الوتر في الكتف يحدث عندما يصاب أحد الأوتار التي تربط العضلات بالعظام بالتهاب أو تهيج. في منطقة الكتف، هناك أربعة أوتار رئيسية تشكل مجموعة تُعرف باسم “مِحفظة الكتف” (Rotator Cuff)، وهي المسؤولة عن تحريك الكتف بمرونة ودقة. وتعد هذه الأوتار الأكثر تعرضًا للإصابة بسبب حركة الكتف المستمرة والتعرض لجهد إضافي أو ضغط متكرر.

2. أسباب التهاب الوتر في الكتف

تتعدد أسباب التهاب الأوتار في الكتف، وقد يكون بعضها ناتجًا عن عوامل خارجية مثل الإجهاد البدني، بينما يرتبط البعض الآخر بحالات صحية معينة.

أ. الإجهاد المتكرر

أحد الأسباب الأكثر شيوعًا لالتهاب الأوتار في الكتف هو الحركة المتكررة للذراع بشكل مفرط. على سبيل المثال، الرياضيون الذين يمارسون رياضات تتطلب رفع اليدين بشكل مستمر مثل السباحة، كرة القدم، أو التنس، معرضون بشكل خاص للإصابة بالتهاب الأوتار. كما أن الأعمال التي تتطلب رفع الأوزان أو رفع الذراع بشكل متكرر تزيد من احتمالية حدوث الالتهاب.

ب. التقدم في العمر

مع التقدم في السن، تبدأ الأوتار في الكتف في فقدان مرونتها وقدرتها على التحمل، ما يجعلها أكثر عرضة للإصابة بالتهاب أو تمزق جزئي. في الغالب، تظهر هذه المشكلة لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و60 عامًا.

ج. الإصابات الحادة

الإصابات العرضية مثل السقوط أو الحوادث قد تؤدي إلى تمزق أو التهاب في الأوتار. يمكن أن تحدث هذه الإصابات بشكل مفاجئ وتؤدي إلى آلام شديدة ومحدودية في الحركة.

د. الحالات الصحية المصاحبة

بعض الأمراض مثل التهاب المفاصل، السكري، أو أمراض الأنسجة الرخوة قد تسهم في زيادة خطر الإصابة بالتهاب الأوتار. في هذه الحالات، يمكن أن تؤدي التغيرات في طبيعة الأنسجة إلى تقليل قدرة الأوتار على التعافي من الإصابات البسيطة.

3. أعراض التهاب الوتر في الكتف

تختلف الأعراض من شخص لآخر حسب درجة الإصابة، لكنها غالبًا ما تشمل:

أ. الألم الشديد

يعد الألم من الأعراض الأساسية لالتهاب الأوتار في الكتف. يمكن أن يكون الألم حادًا أو مستمرًا ويزداد سوءًا مع حركة الكتف أو رفع الذراع. قد يشعر المصاب بالألم عند محاولة رفع اليدين فوق مستوى الرأس أو عند النوم على الكتف المصاب.

ب. التورم والاحمرار

التهاب الأوتار قد يؤدي إلى تورم في منطقة الكتف، بالإضافة إلى شعور بالحرارة في الجلد المحيط بالمنطقة المصابة. يمكن أن يتسبب هذا التورم في الشعور بعدم الراحة عند تحريك الذراع.

ج. الشعور بالضعف

قد يعاني المصاب من ضعف في حركة الكتف، حيث يصبح من الصعب أو المؤلم تحريك الذراع بشكل طبيعي. في بعض الحالات، قد يكون الشخص غير قادر على أداء الأنشطة اليومية البسيطة مثل حمل الأغراض أو الوصول إلى الأشياء في الرفوف العالية.

د. صوت الطحن أو الخشونة

قد يلاحظ بعض المرضى عند تحريك الكتف صوتًا غير طبيعي يشبه الطحن أو الخشونة. هذا يحدث نتيجة احتكاك الأوتار المصابة بالبنية العظمية المجاورة.

4. تشخيص التهاب الوتر في الكتف

يبدأ التشخيص عادةً من خلال التاريخ الطبي والفحص البدني. سيقوم الطبيب بتقييم مدى الألم والتهيج في الكتف، بالإضافة إلى التحقق من وجود أي ضعف في العضلات أو تورم. قد يتم استخدام بعض الفحوصات التشخيصية مثل:

أ. الأشعة السينية (X-Ray)

تساعد الأشعة السينية في تحديد وجود أي تمزقات أو مشاكل هيكلية أخرى في منطقة الكتف مثل هشاشة العظام أو الخلع.

ب. التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)

يعد الرنين المغناطيسي من أفضل الفحوصات لتحديد مدى تلف الأوتار ووجود أي تمزقات. كما يساعد في تصوير الأنسجة الرخوة المحيطة بالعظام.

ج. التصوير بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound)

يُستخدم الموجات فوق الصوتية لمراقبة الأوتار الحية أثناء حركتها. يمكن أن يساعد ذلك في تحديد درجة الالتهاب أو تمزق الأوتار.

5. علاج التهاب الوتر في الكتف

علاج التهاب الأوتار في الكتف يعتمد على شدة الإصابة وأعراضها. تتراوح العلاجات بين التدابير المنزلية البسيطة والعلاجات الطبية الأكثر تعقيدًا.

أ. العلاج بالأدوية

تستخدم الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) مثل الإيبوبروفين لتقليل الالتهاب والألم. في الحالات الأكثر شدة، قد يصف الطبيب أدوية قوية أو حقن الكورتيزون لتخفيف الألم والالتهاب.

ب. العلاج الفيزيائي

العلاج الطبيعي يعد جزءًا أساسيًا من العلاج، حيث يساعد على تقوية العضلات المحيطة بالكتف واستعادة مرونتها. يشمل العلاج تمارين تقوية وتمدد، بالإضافة إلى تقنيات مثل التدليك والعلاج بالحرارة أو البرودة.

ج. الراحة

يجب على المرضى تجنب الأنشطة التي تؤدي إلى الضغط على الكتف المصاب، مثل رفع الأشياء الثقيلة أو القيام بحركات متكررة تؤدي إلى تدهور الحالة.

د. الجراحة

في الحالات التي لا يتحسن فيها الالتهاب بعد العلاج المحافظ، أو إذا كان هناك تمزق كبير في الأوتار، قد تكون الجراحة خيارًا. يمكن إجراء الجراحة عن طريق تنظير المفصل أو عمليات جراحية مفتوحة لإصلاح الأوتار المتضررة.

6. الوقاية من التهاب الوتر في الكتف

للوقاية من التهاب الأوتار، من المهم اتباع بعض النصائح التي تقلل من الضغط على الأوتار وتحافظ على صحتها:

• التسخين قبل التمرين: يعد تسخين العضلات قبل ممارسة الأنشطة الرياضية أمرًا أساسيًا لتجنب الإصابة.

• تحسين الوضعية: الحفاظ على وضعية جيدة للجسم أثناء العمل والأنشطة اليومية يقلل من الضغط على الكتف.

• تمارين التقوية والتمدد: من المفيد ممارسة تمارين تقوية عضلات الكتف وتمدد الأوتار بشكل منتظم.

• تجنب الإجهاد المتكرر: من المهم أخذ فترات راحة إذا كانت الأنشطة اليومية أو الرياضية تتطلب تحريك الكتف بشكل متكرر.

7. الخلاصة

التهاب الأوتار في الكتف يعد حالة طبية شائعة تتسبب في ألم شديد قد يحد من قدرة الشخص على أداء مهامه اليومية. قد يكون العلاج البسيط كافيًا في حالات الالتهاب الخفيف، بينما قد يتطلب التهاب الأوتار الشديد أو التمزق التدخل الجراحي. من خلال الوقاية والتشخيص المبكر، يمكن تقليل التأثيرات السلبية لهذه الحالة على حياة الشخص.