التهاب الغدد اللمفاوية في الإبط: الأسباب، الأعراض، التشخيص والعلاج
الغدد اللمفاوية هي جزء من الجهاز اللمفاوي في الجسم، الذي يُعدُّ جزءًا من الجهاز المناعي. وظيفتها الأساسية هي تصفية المواد الضارة مثل الجراثيم والخلايا التالفة، ومساعدة الجسم على محاربة العدوى. تقع الغدد اللمفاوية في عدة مناطق من الجسم، بما في ذلك الرقبة، الإبطين، الفخذ، والصدر. عندما يحدث التهاب في الغدد اللمفاوية، فقد يكون ذلك علامة على وجود مشكلة صحية تحتاج إلى اهتمام طبي. يعتبر التهاب الغدد اللمفاوية في الإبط من الحالات الشائعة التي قد تؤثر على الأشخاص في مختلف الأعمار والأجناس.
ما هي الغدد اللمفاوية في الإبط؟
الغدد اللمفاوية في الإبط هي جزء من مجموعة الغدد اللمفاوية التي توجد في المناطق المحيطية للجسم. تقع هذه الغدد في التجويف الإبطي (الإبط) وتلعب دورًا هامًا في تصفية الليمف، وهو السائل الذي يحمل الخلايا المناعية والفضلات من الأنسجة المختلفة. الغدد اللمفاوية الإبطية تتصل بشبكة من الأوعية اللمفاوية التي تنقل الليمف من الأطراف العلوية (الذراعين) والصدر.
عندما يصاب الجسم بعدوى أو مرض معين، قد تتفاعل هذه الغدد بالانتفاخ والالتهاب كجزء من استجابة الجهاز المناعي لمهاجمة البكتيريا أو الفيروسات أو الخلايا السرطانية.
أسباب التهاب الغدد اللمفاوية في الإبط
العديد من الأسباب قد تؤدي إلى التهاب الغدد اللمفاوية في الإبط، بما في ذلك العدوى، التفاعل المناعي، وبعض الحالات الطبية المزمنة أو الخطيرة. إليك بعض الأسباب الشائعة لالتهاب الغدد اللمفاوية في الإبط:
1. العدوى البكتيرية أو الفيروسية
تعتبر العدوى هي السبب الأكثر شيوعًا وراء التهاب الغدد اللمفاوية في الإبط. عند الإصابة بعدوى، يقوم الجهاز المناعي بإرسال الخلايا اللمفاوية إلى الغدد اللمفاوية في المنطقة المتأثرة لمكافحة الكائنات الدقيقة المسببة للعدوى. تشمل هذه العدوى:
-
العدوى البكتيرية: مثل التهاب الجلد (الخراج) أو التهاب الجروح التي قد تصيب الإبط.
-
العدوى الفيروسية: مثل الفيروسات التي تسبب نزلات البرد، الإنفلونزا، أو الفيروسات المسببة للإصابة بفيروس إبشتاين بار، التي تؤدي إلى مرض كثرة الوحيدات.
2. الالتهابات الفطرية
على الرغم من أنها أقل شيوعًا، إلا أن الالتهابات الفطرية يمكن أن تؤدي أيضًا إلى التهاب الغدد اللمفاوية في الإبط. الفطريات التي تصيب الجلد أو الأنسجة السطحية مثل التينيا أو السعفة قد تنتقل إلى الغدد اللمفاوية وتسبب الالتهاب.
3. الأمراض المناعية الذاتية
الأمراض المناعية الذاتية هي حالات يتعرف فيها جهاز المناعة على الخلايا السليمة في الجسم كأجسام غريبة ويبدأ في مهاجمتها. يمكن لهذه الحالات أن تؤدي إلى التهاب الغدد اللمفاوية، مثل:
-
الذئبة الحمامية (Lupus)
-
التهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid arthritis)
4. السرطان
في بعض الحالات، يمكن أن يكون التهاب الغدد اللمفاوية في الإبط ناتجًا عن انتشار السرطان إلى هذه الغدد، وهو ما يُعرف بالسرطان اللمفي أو الأورام اللمفاوية. كما يمكن أن يكون ناجمًا عن سرطان الثدي أو سرطان الجلد الذي ينتشر إلى الغدد اللمفاوية.
5. العوامل الكيميائية والبيئية
التعرض لبعض المواد الكيميائية أو السموم البيئية قد يؤدي إلى تفاعل في الجهاز المناعي ويحفز التهاب الغدد اللمفاوية. قد يكون ذلك نتيجة لتعرض مباشر للمواد السامة أو ملامسة جلدية.
أعراض التهاب الغدد اللمفاوية في الإبط
أعراض التهاب الغدد اللمفاوية في الإبط تتنوع حسب السبب الكامن وراء الالتهاب، ولكن بعض الأعراض المشتركة تشمل:
-
تورم مؤلم أو غير مؤلم: يظهر تورم الغدد اللمفاوية عادة على شكل كتلة أو ورم في منطقة الإبط. قد يكون هذا الورم مؤلمًا في بعض الحالات، بينما يكون غير مؤلم في حالات أخرى.
-
احمرار الجلد أو سخونة في المنطقة: في بعض الحالات، قد يصبح الجلد فوق الغدد اللمفاوية المصابة محمرًا أو دافئًا.
-
التعرق الليلي: في بعض الحالات المتعلقة بالعدوى أو السرطان، قد يلاحظ المريض تعرقًا زائدًا أثناء النوم.
-
الإرهاق العام أو الحمى: قد يصاحب التهاب الغدد اللمفاوية في الإبط أعراض مثل الحمى والإرهاق العام.
-
آلام في منطقة الصدر أو الذراع: قد يشعر المريض بآلام أو إحساس بعدم الراحة في منطقة الصدر أو الذراع المجاورة.
تشخيص التهاب الغدد اللمفاوية في الإبط
تشخيص التهاب الغدد اللمفاوية في الإبط يبدأ من خلال التاريخ الطبي للمريض والفحص البدني. قد يطلب الطبيب بعض الفحوصات والاختبارات لمساعدته في تحديد السبب الرئيسي لالتهاب الغدد اللمفاوية. هذه الفحوصات قد تشمل:
-
الفحص السريري: يقوم الطبيب بفحص الغدد اللمفاوية في الإبط للبحث عن التورم، الألم، أو الحرارة.
-
التحاليل المخبرية: مثل فحوصات الدم التي قد تكشف عن علامات الالتهاب أو العدوى.
-
فحوصات تصويرية: مثل الأشعة السينية، أو التصوير بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لتحديد ما إذا كان هناك نمو غير طبيعي أو ورم في الغدد اللمفاوية.
-
الخزعة: في الحالات التي يشتبه فيها في وجود سرطان أو مرض خطير، قد يطلب الطبيب أخذ عينة من الغدة اللمفاوية (خزعة) لفحصها تحت المجهر.
علاج التهاب الغدد اللمفاوية في الإبط
يعتمد علاج التهاب الغدد اللمفاوية في الإبط على السبب الرئيسي للحالة. في بعض الحالات، قد لا يتطلب العلاج إلا المتابعة والرعاية الداعمة، بينما في حالات أخرى، قد يتطلب العلاج تدخلاً طبيًا متخصصًا. إليك بعض العلاجات المتبعة:
1. علاج العدوى
إذا كان التهاب الغدد اللمفاوية ناتجًا عن عدوى بكتيرية أو فيروسية، قد يُعالج باستخدام المضادات الحيوية أو الأدوية المضادة للفيروسات. في حالات العدوى الفطرية، قد يتم استخدام الأدوية المضادة للفطريات.
2. العلاج المناعي
إذا كان السبب هو مرض مناعي ذاتي، فقد يوصي الطبيب باستخدام أدوية مثبطة للمناعة مثل الكورتيكوستيرويدات أو أدوية أخرى لتقليل التفاعل المناعي.
3. العلاج الكيميائي أو الإشعاعي
في حال كان السبب هو السرطان، قد يتطلب العلاج استخدام العلاج الكيميائي أو الإشعاعي لقتل الخلايا السرطانية وتقليل التورم في الغدد اللمفاوية.
4. الجراحة
في بعض الحالات النادرة، قد يتطلب الأمر إجراء عملية جراحية لإزالة الغدة اللمفاوية المصابة، خصوصًا إذا كانت كبيرة أو إذا كان السرطان قد انتشر إليها.
الوقاية من التهاب الغدد اللمفاوية في الإبط
لا توجد طريقة محددة للوقاية من التهاب الغدد اللمفاوية في الإبط، لكن اتباع بعض النصائح الصحية قد يساعد في تقليل خطر الإصابة:
-
الحفاظ على النظافة الشخصية: غسل اليدين بانتظام وتجنب الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين بالعدوى.
-
التعامل مع الجروح بحذر: الاهتمام بالجروح أو الخدوش في منطقة الإبط بشكل خاص، والتأكد من تنظيفها بشكل جيد.
-
التشخيص المبكر: الكشف المبكر عن الأمراض مثل السرطان أو الأمراض المناعية الذاتية قد يساعد في منع انتشار التهاب الغدد اللمفاوية.
في النهاية، يُعتبر التهاب الغدد اللمفاوية في الإبط علامة على استجابة جهاز المناعة لمجموعة من الحالات المرضية المختلفة. سواء كان بسبب العدوى أو الأورام أو الأمراض المناعية الذاتية، فإن التشخيص والعلاج المبكر يساعدان في تجنب المضاعفات. يجب على الأفراد الذين يعانون من تورم مؤلم أو غير مريح في هذه المنطقة استشارة الطبيب لتحديد السبب واتخاذ الإجراءات العلاجية المناسبة.
