في كتاب “التعصب والاتصالات السياسية الرقمية” الذي ألَّفته الباحثة إيمان عبد الله، تتناول الكاتبة قضية حيوية ومعاصرة تتناول تأثير التكنولوجيا الرقمية، وبالتحديد شبكات التواصل الاجتماعي، على المشهد السياسي المصري والعربي. يقدم الكتاب تحليلاً نقدياً للتصاق المجتمعات العربية بالصورة الغربية للتكنولوجيا، والتي اعتبرتها البعض بوصفها مفتاحاً لتحقيق التقدم والحداثة.
رغم التفاؤل النسبي والإيجابيات القصيرة المدى التي حققتها ثورة الاتصالات والمعلومات، يركز الكتاب على الخلل العميق في استخدام أدوات الديمقراطية الغربية في مجتمعاتنا، ومنها وسائل الإعلام الاجتماعية. يبرز الكتاب كيف أن هذه الوسائل لم تكن متوافقة كلياً مع الفكرة الأساسية للديمقراطية، بل تجاوزت بعض الضوابط الأخلاقية والمهنية في نشر المعلومات.
التأمل العميق في المشهد السياسي المصري والعربي يفضح للقارئ خللًا أكثر خطورة يتسرب في طبيعة هذه التكنولوجيا الوافدة، حيث يتناول الكتاب التحرر الزائد من الضوابط الأخلاقية، وكيف أن شبكات التواصل الاجتماعي قد تسهم في تعزيز الانقسامات الاجتماعية والاستقطاب السياسي بشكل يهدد الاستقرار المجتمعي.
تتألق الباحثة إيمان عبد الله في تقديم تحليل متعمق يكشف عن العديد من السلبيات الثقافية التي ترافق استخدامات هذه التكنولوجيا في المجتمع المصري. يتيح الكتاب للقارئ إلقاء نظرة نقدية على التحولات الاجتماعية الحديثة وكيف يمكن للتكنولوجيا أن تكون عاملاً مساهماً في تشكيل وجهة نظر المجتمعات.